الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

• كيف تغرس الانضباط في الأطفال


جميعنا نرغب برؤية أطفالنا ناجحين وسعداء، وغرس الانضباط في أبنائنا يُعد خطوة أساسية لتحقيق ذلك. رغم ذلك، فإن غرس الانضباط لا يعني العقاب، بل يتضمن التربية ووضع توقعات وحدود وتطوير حس المسؤولية الشخصية لدى الطفل. إن تعليم طفلك كيفية التحكم برغباته من أجل تحقيق التزاماته هو مفتاح تعليمه الانضباط.

أولاً: تربية الأبناء على السلوك الحسن

1)    كن واضحًا بشأن نواياك وتوقعاتك. عليك أن تشرح لطفلك بوضوح تام ما تريد منه فعله. سواء كنت تريد منه تحقيق درجة دراسية معينة أو إنهاء عمل منزلي بحلول نهاية اليوم، فعليك إخباره دون غموض. إن كنت تظن أن طفلك قد يسيء التصرف في موقف معين فاحرص على أن تشرح له ما عليه فعله. تأكد كذلك من فهمه لعواقب سلوكه الخاطئ.

·       ضع توقعات عقلانية. إن لم يكن طفلك عبقريًا في الرياضيات فلا تضع عليه ضغوطًا زائدة للحصول على أعلى الدرجات إن كان يبذل قصارى جهده بالفعل. تعرف على مزاج وطبيعة طفلك وتجنب إثقال كاهله بالمهام والالتزامات.

·       حاول وضع القواعد في مكان واضح مثل مقدمة الثلاجة وذلك مع الأطفال اليافعين.

·       ضمن طفلك دائمًا في عملية اتخاذ القرارات قدر الإمكان.

2)    قم بتوزيع المهام حسب السن. يصاحب نمو الطفل نمو في فهمه للمسؤوليات المنزلية والمدرسية. عليك بزيادة مستوى مسؤولية طفلك بحث تعبر عن ثقتك به.

·       يمكن للأطفال قبل سن الدراسة تنظيم ألعابهم ووضع الملابس المتسخة في سلة الملابس.

·       يمكن للأطفال في سن الحضانة ترتيب الأسرة أو إطعام الحيوانات الأليفة.

·       يمكن للأطفال في سن المدرسة الابتدائية المساعدة في إعداد الطاولة أو طهو الطعام.

·       الأبناء في سن المدرسة الإعدادية والثانوية يمكنهم تولي مسؤوليات جديدة متنوعة في المنزل، بحيث تتزايد في الأهمية سنويًا. يمكن للمراهقين شراء الحاجيات من المتجر أو مجالسة الأطفال أو غسل الملابس.

3)    قدم حافزًا إيجابيًا. استخدم نظام المكافآت لتشجيع الأطفال على أداء مهامهم ومسؤولياتهم. عندما ينهي الطفل واجبه الدراسي بالكامل مثلًا أو قام بترتيب فراشه في سبعة أيام متتالية فامنحه مكافأة. تعتمد المكافأة على سن الطفل بحيث يمكن أن تكون ساعة لمشاهدة التلفاز أو بعض المال للإنفاق الحر.

·       يتفاعل الأطفال اليافعون جيدًا مع المخططات التي توضح مدى انضباطهم وتحملهم للمسؤولية. جرب استخدام سبورة ملصقات لتحديد الأيام والأوقات التي أنجز فيها الطفل مهمة أو عملًا منزليًا ورتب كل مهمة حسب الحاجة لإكمالها، فرؤية تقدمهم يوميًا سيحفزهم.

·       لا تقلل من فائدة المال كمكافأة للسلوك الإيجابي. يعتبر بعض الآباء ذلك رشوة ولكنها قد تكون أداة فعالة لمنح أطفالك الفرصة للتدرب على الانضباط المالي كذلك.

·       اجعل تطوير الانضباط ممتعًا لأطفالك اليافعين بأن تحول الأعمال المنزلية إلى لعبة. قم مثلًا بتحدي ابنك لجمع الدمى بأسرع وقت أو حول وقت التنظيف إلى مسابقة بين الإخوة.

4)    امدح السلوك الجيد. لا تجعل أبناءك يشعرون بأنك لا تنتبه لهم إلا عند التعامل مع سلوكهم الخاطئ. عندما يكمل طفلك واجباته أو يسلك سلوكًا مسؤولًا فأخبره بأنك فخور به.

·       أخبر أطفالك بأنهم أحسنوا عملًا في المهمة الموكلة إليهم. قل "أنا فخور بكم" و "شكرًا على مساعدتكم" في الوقت الملائم.

·       بالنسبة للأطفال الصغار فأظهر تقديرك لهم بالأحضان والقبلات والقفز على الركبتين.

·       ذكر طفلك بمدى تطوره في أي مجال يصعب عليه فيه الالتزام بالانضباط.

5)    ضع جدولًا زمنيًا. احرص على تثبيت أوقات القيلولة والنوم والوجبات يوميًا. تواصل بانتظام مع طفلك بشأن النشاط التالي في الجدول.

·       حاول جعل الالتزام بالجدول تجربة ممتعة. استخدم مؤقت المطبخ لتحديد موعد حدوث الأنشطة. بعد تشغيل المؤقت مثلًا أخبر طفلك أنه عندما يرن فسيحين وقت النوم أو وقت تناول الطعام... إلخ.

·       يجب على الأطفال الكبار الالتزام بجدول كذلك. لا يتفهم المراهقون فائدة الساعات 8-10 من النوم يوميًا وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم بالإضافة إلى تفويت المواعيد أو الصفوف. تأكد من التزام ابنك المراهق بالموعد الزمني للنوم.

6)    كن قائدًا بالقدوة. يتعلم الأطفال عبر رؤية ما يفعله الآخرون بقدر تتبع التوجيهات. كن عادلًا في معاملاتك واحترم الآخرين. إن كنت مسؤولًا اجتماعيًا وأخلاقيًا فسيكون أطفالك مثلك تذكر المثال القديم "الأفعال أبلغ من الأقوال".

·       علم طفلك النظام. بعد انتهاء طفلك من اللعب بدماه أو ألعابه أو ألغازه فاجعله يرتب المكان ويضع كل شيء في مكانه. أظهر له كيف يفعل ذلك وساعده. أظهر لأبنائك اليافعين كيفية التنظيم حسبما تريد ثم دعهم يتولون المسؤولية وحدهم. يمكن لأطفال المدرسة الابتدائية تنظيم حاجياتهم بأنفسهم وكذلك وضع أطباقهم في الحوض أو غسالة الصحون. بالنسبة للأبناء في السن من العاشرة وسن المراهقة فإن عليهم ترتيب الأسرة وغسل الملابس والأطباق من أجل غرس الانضباط فيهم.

7)    اقبل الجهود الصادقة فقط. إن تملص ابنك من أعماله المنزلية أو مسؤولياته الدراسية فأخبره بخيبة أملك وأنك تتوقع منه التحسن في المستقبل. لا تقم بإكمال أو إعادة القيام بأعماله غير المقبولة. إن أخطأ ابنك في طي الملابس أو غسل الصحون مثلًا فأظهر له الكيفية التي توقعت منه إكمال المهام بها ودعه يعلم بأنه سيتحمل العواقب إن استمر في التملص من الأعمال.

·       احرص على تعديل المسؤوليات بحيث تناسب سن أطفالك.

ثانياً: تشجيع علاقة إيجابية

1)    أظهر اهتمامك بابنك. أعلمه بحبك له واقضِ معه وقتًا واسأل عن مشاعره. عندما يعلم الأطفال أنهم محبوبون فسيدركون قيمة حياتهم وأفعالهم وسيسعون لتلبية توقعاتك وينضبطون أكثر في حياتهم.

·       اطلب من طفلك التفكير في نجاحاته أو إخفاقاته الأخيرة.

·       شجع أطفالك في اهتماماتهم وهواياتهم.

·       عبر عن إيمانك بنجاحهم إن حاولوا.

·       أظهر الامتنان لوجودهم في حياتك. أخبرهم مباشرة أنك تحبهم.

2)    شجع اهتمامات طفلك. تعلم الأنشطة غير الدراسية دروسًا حياتية ومهارات قيمة. يمكن للعديد من الأنشطة كالرياضات والرقص والجمنازيوم والكاراتيه ودروس الموسيقى ونوادي تسلق الجبال، يمكنها جميعًا غرس الانضباط عبر التدريب المتكرر واتباع القواعد والأنماط والالتزام بجدول زمني. العديد من الهوايات تؤدي لاكتساب أبنائك حسًا قويًا بالانضباط.

3)    عبر عن التعاطف. حاول فهم منظور طفلك. إن حاول طفلك السهر مثلًا فأقر بأنه من الممتع السهر ومشاهدة مسلسل آخر أو قراءة فصل جديد... إلخ. أخبره بأنك رغبت بالسهر عندما كنت طفلًا كذلك. اعقد مقارنات مع حياتك الحالية كذلك. يمكنك مثلًا مشاركة أنك تتحمل مسؤوليات عديدة تمنعك من القيام بأشياء ممتعة ولكنها ضرورية لتوفير لقمة العيش لعائلتك. عندما يشعر الأطفال بفهم منظورهم وإنصات آبائهم لهم فسيكون أكثر استعدادًا لطاعة الأوامر.

·       ساعد طفلك في رؤية عواقب ما يريد فعله. إن عبر عن رغبته في السهر فذكره بأن عليه الاستيقاظ باكرًا في الغد. اسأله عما سيشعر إن لم ينل قسطًا كافيًا من الراحة وسيدرك أنك تتصرف لمصلحته.

4)    استخدم القصص للبرهنة على السلوك الفضيل. يمكن للقراءة تعليم الأطفال دروسًا يطبقونها في حيواتهم. بعد القراءة عن شخصية منضبطة ومسؤولة، أشرك طفلك في حوار عن ردود أفعاله وأفكاره ومشاعره التي راودته خلال قراءة الكتاب. سيساعده هذا في التآلف مع الشخصية وفهم عملية العواقب المنطقية المتكونة من السبب والنتيجة.

·       عندما تقرآن مثلًا "قصة السلحفاة والأرنب" فركز على اجتهاد السلحفاة وفوزها بالسباق كمكافأة لاجتهادها، بينما كان الأرنب كسولا وقضى وقتا مرحا ولكن انتهى به الحال مهزومًا.

5)    قدم خيارات لطفلك. لا تدع له الحرية الكاملة ولكن اسأله مثلًا عن لون القميص الذي يود ارتداءه أو إن كان يفضل الجزر أو البروكلي مع وجبته. يجب ألا يؤدي غرس قيمة الانضباط لتدهور حس الاستقلالية لدى طفلك. عندما تزداد الخيارات المتاحة لطفلك فستزداد كذلك قدرته على ضبط نفسه ومقاومة الإغراءات والتركيز على التزاماته.

·       ابدأ بخيارات بسيطة مثل الكتاب الذي يريد قراءته أو لون الجورب الذي يريد ارتداءه.

·       قدم الخيارات عندما تكون متاحة في الواقع. سؤال الطفل إن كان يريد النوم في وقت النوم (وإجباره على فعل ذلك) لا يُعد فرصة للطفل للتصرف بإرادته الحرة.

ثالثاً: غرس الانضباط عبر العواقب

1)    ابقَ هادئًا. من المهم الحفاظ على نبرة وسلوك ثابتين عند محادثة طفل متمرد.  بدلًا من الصراخ قائلًا "انزل من على الطاولة في الحال وإلا ستقع في متاعب كبرى!" بنبرة غاضبة فقل بهدوء "انزل من على الطاولة رجاء، فقد تسقط وتؤذي نفسك وأنا لا أريد حدوث ذلك."

·       إن تصرف الطفل بوقاحة فاستخدم الأسلوب ذاته. أخبره بهدوء أن يتوقف واشرح سبب رفضك. يمكنك مثلًا قول "لا تلجأ للسباب، فهو ليس طريقة لطيفة للحديث وأنت تبدو ألطف بكثير عندما تتحدث بتهذيب." أخبره بأن هذه تحذيره الأخير. هذا عادة يوقف السلوكيات السيئة.

·       إن استمر الطفل في العصيان فأخبره بعقابه ثم طبقه. احرص على فهم الصلة بين سلوكه والعقاب وحافظ على هدوئك طوال الوقت.

2)    أوف بوعودك. لا تلقِ بتهديدات فارغة وإلا ستخسر مصداقيتك لدى طفلك. فكر قبل تهديد طفلك بأحد العواقب والتزم بنيتك التي عبرت عنها فورًا من أجل تعظيم الصلة بين سلوك الطفل والعقاب المطبق. إن أظهرت تسامحًا في مرة فقد يفهم الطفل أن القاعدة ليس جادة.

·       بعد إنهاء الطفل لعقوبته فعانقه أو قبله لإظهار عدم غضبك بعد ذلك الحين واشرح ثانية سبب عدم رغبتك بارتكابه لفعلته. اجعله يكرر سبب رفضك، فذلك سيجعله أكثر عرضة للتذكر. بعد ذلك لا تتحدث عن الموقف أكثر وامضِ قدمًا.

3)    وفق بين العقوبة والجريمة. أحيانًا يكون الانقطاع ضروريًا، بينما في أوقات أخرى يجب تطبيق عقوبات أكبر (مثل الحبس المنزلي أو سلب بعض الصلاحيات). احرص على أن تكون العقوبة عادلة أيًا كانت.

·       اجعل العقوبة ملائمة للسن. الأطفال الصغار لديهم مدة انتباه أقصر بكثير وسينسون ما يُعاقبون بشأنه بعد بضع دقائق، لذا فحبسهم منزليًا لأسبوع عديم القيمة لأنهم لن يفهموا المبدأ. ابدأ بدقيقة واحدة من الوقت المستقطع لكل سنة من العمر وقم بالزيادة بناء على ذلك.

4)    طبق العواقب بثبات. لا تعاقب سلوكًا بعينه في يوم وتتجاهله في اليوم التالي. سيؤدي هذا لإرباك الطفل ويجعله غير متأكد من طبيعة السلوك المقبول. كن ثابتًا في نوع العقوبة كذلك وطبق العقوبة ذاتها للسلوك ذاته كل مرة.

·       قد يكون الثبات مسببًا للمشاكل عندما يختلف منظور الوالدين للسلوك ذاته. الطفل الذي يركض في الحديقة قد يعده أحد الوالدين يلعب دون أذى، بينما الوالد الآخر قد يقلق من تعثر الطفل وإيذاء نفسه وبالتالي يعاقبه على الجري. تحدث مع شريكك أو جليس أطفالك بشأن ما تعدانه سلوكًا معقولًا والإجراءات التي يجب اتباعها في حال حدوث مخالفات من الأطفال.

·       إن رغبت بتغيير القواعد المتعلقة بالسلوكيات المسموحة لطفلك فأخبره بتوقعاتك المعدلة، بالإضافة إلى العقوبات التي قد يتعرض لها إن لم يلتزم بالقواعد الجديدة.

5)    قيم جدوى العقوبة. بعض الأطفال مطيعون ويستجيبون للتهديد بالعقوبة وحسب، بينما الآخرون أكثر تمردًا ويصبحون أكثر مقاومة لتوجيهاتك عند تعرضهم للعقوبة. فكر في مزاج وشخصية طفلك لتقرير ما إن كانت العقوبة مناسبة لغرس الانضباط فيه.

أفكار مفيدة

ü   يمكنك إعادة تشكيل أي طفل ليصبح فردًا أكثر انضباطًا مع الوقت والصبر.

ü   لا بأس بأن تدع طفلك يرتكب أخطاء، فأفضل لحظات التعلم تكون أحيانًا عبر الفشل والافتقار للانضباط.

ü   لا تقم برشوة طفلك عبر منحة مكافأة لتوقفه عن السلوك السيء، بل قدم المكافأة عندما يبدي سلوكًا حسنًا ومنضبطًا.

تحذيرات

ü   لا تكن خسيسًا أو متهكمًا أو وقحًا تجاه طفلك.

ü   تجنب العقوبات الجسدية مثل الصفع، فهي قد تجعل الطفل خائفا من والديه وغير واثق بهما.

ü   لا تحاول غرس الانضباط في طفل عبر الخوف أو التعيير أو الإذلال، فهذا سيضعف العلاقة بينكما وسيضر بإحساسه بقيمته الشخصية.

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                           

قصة تاريخية: جلجامش... الباحث عن الخلود

قصة تاريخية: ملحمة جلجامش السومرية

اضطراب القلق المرضي: الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

الوسواس القسري فكر وفعل

المقابلة الإرشادية بين المرشد والمسترشد

المقابلة في العملية الإرشادية

الاكتئاب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

 





 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق