الاثنين، 2 نوفمبر 2015

• الانتحار: أسباب وعوامل تؤدي للانتحار وكيفية المساعدة

ما الذي يدفع العديد من الأشخاص لإنهاء حياتهم؟ من الصعب أن يفهم من لا يعاني من الاكتئاب الانتحاري واليأس لماذا هذا العدد الكبير من الأشخاص ينهون حياتهم. الشخص الانتحاري يشعر بقدر كبير من الألم الذي لا يمكنه من أن يرى أي خيار آخر.

الانتحار هو محاولة يائسة للهروب من المعاناة التي أصبحت لا تطاق. الشخص الانتحاري أعمته مشاعر كراهية الذات، واليأس، والعزلة، وهو لا يمكنه أن يرى أي طريقة أخرى للراحة سوى الموت. على الرغم من رغبتهم في وقف الألم، فإن معظم المقبلين على هذا الفعل يشعرون أيضًا بشك كبير فيما اذا كانوا حقًا يريدون الموت. أشخاص يرغبون بالانتحار يتوقون بأن يكون لديهم بديل لهذا الفعل، لكنهم فقدوا القدرة على رؤية هذا البديل.
حقائق حول الانتحار
·      في كل 40 ثانية هناك شخص ينتحر في مكان ما من هذا العالم! وفي كل عام هنالك مئات الآلاف من الأشخاص يموتون منتحرين في العالم. وفي كل عام يموت 873 ألف إنسان بعمليات انتحار مختلفة، إنها بحق ظاهرة تستدعي الوقوف طويلاً والتفكر في أسبابها ومنشئها، بل وكيفية علاجها.
·      حسب إحصاءات الأمم المتحدة فإنه في أية لحظة ننظر إلى سكان العالم نجد أن هنالك 450 مليون شخص يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية. إن أكثر من 90 % من حالات الانتحار يرتبط سبب انتحارهم باضطرابات نفسية وتحديداً الكآبة، أي فقدان الأمل الذي كان موجوداً لديهم.
·      يعدّ الانتحار السبب الثامن لحالات الموت في الولايات المتحدة الأمريكية.
·      الرجال أكثر عرضة للانتحار من النساء بأربعة أضعاف تقريباً. ولكن محاولات الانتحار عند النساء أكثر.
·      في 60% من حالات الانتحار يتم استخدام الأسلحة النارية مثل المسدس.
·      تشير الدراسات إلى أن قابلية الانتحار لدى الشخص تكبر مع تقدم سنّه، ولذلك نرى بأن هنالك أعداداً معتبرة بين الذين يموتون منتحرين وأعمارهم تتجاوز 65 عاماً. وهؤلاء معظمهم من الرجال.
عوامل تؤدي للانتحار
·      إن عنصر الكآبة هو الأوفر حظاً في السيطرة على مشاعر من لديه قابلية للانتحار.
·      كذلك مشاعر اليأس لها دور كبير في التمهيد للانتحار.
·      إن تكرار محاولات الانتحار أو التفكير في الانتحار هي أسباب قوية لتنفيذ هذا الانتحار فيما بعد.
·      إن الإدمان على الكحول والمخدرات قد يكون أحد الأسباب المؤدية للانتحار.
·      المعتقد الديني حول الانتحار له دور أساسي في قبول فكرة الانتحار، فعند جهل الإنسان بأن الانتحار محرّم قد يستسهل هذه العملية. وقد يعتبر البعض أن الانتحار هو قرار نبيل للدفاع عن أخطاء أو خسارات كبيرة لا يتحملها العقل.
·      فقدان شيء غالٍ أو خسارة كبيرة، وهذا يؤدي لنوع من رد الفعل قد ينتهي بالانتحار.
·      عوامل نفسية مثل العزلة أو العدوانية قد تؤدي إلى التفكير بالانتحار.
وغالبا هنالك مساران يحدثان في ذهن الشخص المقبل على الانتحار، خاصة في النقطة النهائية والحاسمة.
1)   الشخص المقبل على الانتحار يشعر دائمًا بالعزلة وانه متواجد في مرحلة ما خارج نطاق الدعم، لهذا فان الانتحار ينتج عن الشعور بالوحدة التامة. هذه الوحدة تجعل الشخص يشعر بأنه قائم ضمن حلقة فارغة وهي تزداد حدة عند الشخص المقبل على الانتحار: كلما ازداد إصراره على تنفيذ الانتحار، اشتدّ رفضه لتلقي مساعدة خارجية. من وجهة نظر الشخص المقبل على الانتحار، لا أحد يستطيع فهم معاناته، لم يشعر ابدًا أحد مثله بالاكتئاب واليأس والمهانة والخيانة والغضب، ولهذا لا يستطيع أحد فهم ما يمر به.
2)   إن رؤية الشخص المقبل على الانتحار للعالم المحيط به ضيقة للغاية. باقتراب النهاية، يطوّر الشخص المقبل على الانتحار رؤية ضيقة ومحكمة الإغلاق تجاه أي تأثير خارجي. ما يراه من العالم ومن مجال الاحتمالات والاختيارات بقدر ما يراه شخص ينظر من مكان المفتاح في باب مقفل.
فالشعور بالعزلة وضيق الرؤية هما أهم العوامل العامة لظاهرة الانتحار.
المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الانتحار:
1)   الخطأ الأول: إن الاشخاص الذين يتحدثون عن الانتحار يفعلون ذلك فقط للفت الانتباه ولا يقومون حقًا بالانتحار
فجميع من ارتكب أو حاول الانتحار تقريبًا أعطى مسبقًا فكرة أو تحذيرًا عن نيته. لا تتجاهل التهديدات الانتحارية والعبارات مثل "سوف تأسف عندما أموت" أو "لا أستطيع أن أرى أي حل آخر سوى الموت" قد يشير إلى مشاعر انتحارية خطيرة، حتى لو قيلت بطريقة لا مبالية او هزلية... لذلك اتخذ أي حديث أو سلوك انتحاري على محمل الجد، لأن هذا ليس مجرد علامة تحذير من أن الشخص يفكر في الانتحار، بل إنه صرخة من أجل طلب المساعدة.
2)   الخطأ الثاني: الشخص الذي يحاول قتل نفسه هو مجنون
معظم من يحاولون الانتحار ليسوا ذهانيين أو مجانين، هم يعانون من الحزن والضيق والاكتئاب أو اليأس، ولكن الألم العاطفي ليس بالضرورة من علامات المرض النفسي.
3)   الخطأ الثالث: إذا كان الشخص عازمًا على قتل نفسه، لا شيء سوف يردعه عن ذلك
حتى الشخص الذي يشعر بالاكتئاب الشديد لديه مشاعر مختلطة حول الموت، وحتى اللحظة الأخيرة يتمايل بين الرغبة في العيش أو الرغبة في الموت، معظم الراغبين في الانتحار لا يريدون الموت وإنهاء حياتهم؛ هم يريدون فقط وقف الألم، لكنهم في هذه اللحظات عاجزون عن رؤية أن هذا الدافع الذي يُسيّرهم نحو وضع حد لحياتهم لن يدوم إلى الأبد.
4)   الخطأ الرابع: الأشخاص الذين قاموا بالانتحار لم يطلبوا قبل ذلك أية مساعد
أظهرت الدراسات أن أكثر من نصف ضحايا الانتحار سعوا لطلب المساعدة في نصف السنة السابقة لوفاتهم.
5)   الخطأ الخامس: الحديث عن الانتحار مع شخص ينوي الانتحار قد يزرع الفكرة في رأسه
أنت لا تعطي الشخص الانتحاري الأفكار أو تزرعها برأسه حين تباشر بالحديث عن شكوكك برغبته في الانتحار، العكس هو الصحيح، لأنك بحديثك معه قد تُبَيِّن له تعاطفك وقلقك واهتمامك، وهو شيء يحتاجه جدًا في تلك اللحظة.
هل يحتاج الشخص الذي ينوي الانتحار إلى مساعدة؟
إذا لاحظت علامات تحذير تشير الى رغبة في الانتحار عند شخص يهمك، قد تتساءل ما اذا كان فكرة جيدة أن تقول أي شيء. انت تقول “ماذا لو كنت على خطأ؟”، “ماذا إذا غضب هذا الشخص؟” في مثل هذه الحالات، من الطبيعي أن تشعر بعدم الارتياح أو بالخوف، ولكن أي شخص يتحدث عن الانتحار أو يظهر علامات تحذير أخرى يحتاج المساعدة الفورية وكلما كان ذلك أسرع فهو أفضل.
التحدث إلى شخص حول الانتحار
التحدث مع صديق أو أحد أفراد العائلة حول أفكاره الانتحارية يُعَدُّ من الأمور الصعبة للغاية، إذا كنت غير متأكد ما إذا كان شخص ما يفكر بالانتحار، أفضل طريقة لمعرفة هذا هو أن تسأل... وبرغم صعوبة الأمر إعطاء الشخص الانتحاري الفرصة للتعبير عن مشاعره أو مشاعرها يمكن أن يوفر الإغاثة الأولية من الشعور بالوحدة والمشاعر السلبية المكبوتة، وربما يمنع محاولة الانتحار.
طرق لبدء محادثة حول الانتحار:
ü  "في الآونة الأخيرة بدأت أشعر بالقلق عليك".
ü  "في الآونة الأخيرة، لاحظت بعض الاختلافات فيك وانا اتساءل... كيف حالك؟".
ü  "أريد أن أتأكد انك بخير، لأنك تبدو مختلفًا في الآونة الأخيرة".
الأسئلة التي يمكنك أن تسألها:
ü  "متى بدأت تشعر هكذا؟"
ü  "هل حدث شيء جعلك تشعر بهذه الطريقة؟"
ü  "كيف يمكنني أن أقدم أفضل دعم لك الآن؟"
ü  "هل فكرت في الحصول على مساعدة؟"
يمكن أن تقول أيضًا:
ü  "أنت لست وحيدًا في هذه المشكلة، أنا هنا من أجلك".
ü  قد لا تصدق هذا الآن، ولكن الطريقة التي تشعر بها الآن سوف تتغير".
ü  أنا قد لا أكون قادرًا على فهم بالضبط كيف تشعر الآن، ولكن أنت تهمني وأريد تقديم المساعدة".
ü  عندما تشعر برغبة في الاستسلام، قل لنفسك أنك سوف تصمد ليوم واحد أو لساعة واحدة أو لدقيقة واحدة، أعطِ نفسك المزيد من الوقت".
عندما تتحدث إلى شخص يعبر عن رغبته بالانتحار:
1)   كن طبيعيًا... دع الشخص الذي يفكر بالانتحار يشعر أنه يهمك وأنه ليس وحيدًا، الكلمات الصحيحة والدقيقة ليست مهمة في هذه اللحظات لأن صوتك ونظرتك كفيلين بإظهار اهتمامك. قم بالإصغاء واسمح للشخص الانتحاري تفريغ اليأس والغضب من داخله.
2)   كن متعاطفًا وغير منتقد وصبور وهادئ ومتقبل، اجعل الشخص الانتحاري يشعر أنه يفعل الأمر الصحيح بحديثه معك.
3)   أظهر مشاعر الأمل. قل للشخص الانتحاري أن المساعدة متاحة وأن المشاعر الانتحارية هي مؤقتة وستختفي مع مرور الوقت.
4)   لا تجادل مع الشخص الذي ينوي الانتحار، تجنب قول أشياء مثل: "أنت لديك الكثير من الاسباب لتعيش" أو "انظر إلى الجانب المشرق للحياة". لا تُظهر على أنك مصدوم ، ولا تعطِ محاضرة عن قيمة الحياة، أو عن العواقب الدينية للانتحار.
5)   لا تعد بالسرية وارفض أن تقسم على السرية؛ هنالك حياة في خطر وقد تحتاج إلى التحدث إلى مهني في الصحة النفسية من أجل الحفاظ على سلامة الشخص الانتحاري، إذا وعدت بالحفاظ على سرية المناقشات، قد تضطر الى مخالفة وعدك.
6)   لا تعد الشخص الانتحاري بأن تحل له مشاكله، لا تُسدِ له النصائح ولا تجعله يشعر أنه في موقف يحتاج فيه لتبرير مشاعره الانتحارية، لأن حجم المشكلة وطبعها غير مهم، المهم هو فهمك لمدى صعوبتها للشخص الذي تحاول ثنيه عن الانتحار.
7)   لا تلم نفسك، لا يمكنك "اصلاح" حياة شخص آخر ولا يمكنك معالجة اكتئابه، تذكر أن سعادة الآخر ليست مسؤوليتك الشخصية.
إذا كان صديقك أو أحد أفراد أسرتك يقول لك انه يفكر بالموت أو الانتحار، فإنه من المهم تقييم الخطر الفوري الذي يتواجد به الشخص. أولئك الأكثر عرضة للانتحار في المستقبل القريب لديهم خطة محددة للانتحار، ووسيلة لتنفيذ الخطة ووقت محدد لفعل ذلك، ونية للقيام بذلك.
يمكن للأسئلة التالية ان تساعدك على تقييم الخطر الفوري للانتحار:
ü  هل تنوي الانتحار؟
ü  هل لديك خطة لتنفيذ الانتحار؟
ü  هل لديك ما تحتاجه لتنفيذ الخطة (أدوية/اسلحة...)؟
ü  هل تعرف متى تريد ان تفعل ذلك؟
هنالك 4 مستويات لخطر الانتحار:
1)   منخفض: بعض الأفكار الانتحارية، لا توجد خطة انتحارية، يقول أنه لن يقوم بالانتحار.
2)   معتدل: الأفكار الانتحارية متواجدة، الخطة لتنفيذ الانتحار غامضة أو ليست قاتلة للغاية، يقول أنه لن يقوم بالانتحار.
3)   عالي: الأفكار الانتحارية متواجدة، الخطة محددة وقاتلة للغاية، يقول أنه لن يقوم بالانتحار.
4)   شديد: الأفكار الانتحارية متواجدة، الخطة محددة وهي قاتلة للغاية، يقول أنه سوف يقوم بالانتحار.
إذا كانت محاولة الانتحار تبدو وشيكة جدًا، اتصل فورًا برقم الطوارئ في بلدك، أو اصحب الشخص فورًا إلى غرفة طوارئ المستشفى، قم بإزالة البنادق، والأدوية، والسكاكين، والأجسام القاتلة الأخرى من جوار الشخص ولا تتركه وحده تحت أي ظرف من الظروف.

تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

إقرأ أيضًا      
      

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضًا وأيضًا






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق