«بسرعة يا أبي، بسرعة،
سنتأخّر على عيد ميلاد مريم».
أجاب الوالد: «ولكن يا
ابنتي، لا يمكنني، فإشارة المرور مازالت تشير إلى اللون الأحمر، والأحمر يعني أنّه
علينا أن نتوقّف».
اعترضت نور قائلة: «أرجوكَ
يا أبي، تجاهلها فالطريق فارغة. هيّا يا أبي، سنتأخّر...».
قاطعها والدها وقال:
«بالطبع لن أتجاهلها، علينا أن نتقيّد بالنظام وإلاّ فسوف تعمّ الفوضى في كلّ
مكان. تخيّلي صفّك في المدرسة من دون معلمة، ما كان سيحصل فيه؟"
ضحكت نور وقالت:
«حسنًا..... من دون معلّمة، لكان باسل ورامي يتعاركان، وريما تطلق النكات، وسارة
ترقص وأحمد يغنّي و.....».
فجأة، انطلق الأب بالسيّارة
فالإشارة أصبحت خضراء.على التقاطع الثاني، حاولت نور أن تفهم لمَ يقف الوالد ولا
إشارات مرور في الشارع، فدلّها والدها على شرطي السير الذي يقف وسط الطريق يشير
بيديه لصفّ من السيارات كي تقف ولأخرى كي تنطلق.
عند التقاطع الأخير قبل بيت
مريم كانت الزمامير تصعد من كلّ مكان، هنا سائق يصرخ وهناك آخر يصطدم بالسائق الذي
أمامه، وهنالك امرأة تتمتم كلمات غاضبة. وكأنّهم يدورون حول أنفسهم. فهمت نور ما
يجري فقالت لوالدها: «معك حقّ يا أبي فمن دون إشارة المرور وشرطي السير، يسود
الهرج والمرج، توقّف يا أبي.. ها هو بيت مريم! سنة حلوة يا مريم.... سنة حلوة يا
مريم......».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق