كان هذا في أواخر القرن
العاشر الهجري، عاد ابن حمزة إلى الجزائر حيث عمل في إدارة الدكاكين التي تركها له أبوه، وذاعت
شهرته في بلاد المغرب حتى لقب بالمغربي،
ثم باع البيت والدكاكين، وتوجه إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وأقام في مكة، وفيها ألف كتابه «تحفة الأعداد في الحساب» باللغة
التركية، وهو كتاب بديع اشتمل على
عدد كبير من المسائل الغريبة والطريفة وحلها بطرق مختلفة لم يسبق إليها أحد.
اشتهر ابن حمزة بأنه يستخدم الرياضيات والحساب في خدمة الناس. وأشهر
المشكلات التي قام بحلها هي
المسألة المكية نسبة إلى مدينة مكة المكرمة.
يقول ابن حمزة: إن حاجًا من الهنود سأله هذه المسألة في مكة، وأن
علماء الحساب في الهند عجزوا عن إيجاد حل مرض لها، ولم يستطيعوا أن يجدوا قاعدة لحلها،
والمسألة كالآتي:
رجل عنده تسعة أولاد، وقد توفي تاركًا إحدى وثمانين نخلة، تعطى
النخلة الأولى في كل سنة تمرًا زنته رطل واحد، والثانية تعطي رطلين، والثالثة تعطي
ثلاثة أرطال، وهكذا إلى النخلة الحادية والثمانين التي تعطي واحدًا وثمانين رطلاً.
والمطلوب تقسيم النخلات بحيث تكون أنصبة الأولاد من التمر متساوية،
أي يكون لكل ولد تسع نخلات بحيث
تعطي عددًا من أرطال التمر يساوي الذي يأخذه الثاني من نخلاته التسع والثالث والرابع وهكذا إلى الولد
التاسع.
وكان الحل العبقري الذي قدمه ابن حمزة بعد أن عجز علماء الحساب في
الهند هو أنه وضع هذا الجدول:
لاحظ يا عزيزي أن الأعداد في السطر الأول مكتوبة من الواحد إلى
التسعة وهو عدد الأولاد، وفي السطر الثاني كتب عشرة في العمود الثاني وهكذا إلى 17
وهو العدد الموجود في العمود
التاسع، ثم وضع في العمود الأول العدد الذى يلى 17 وهو 18، وفي السطر الثالث ترك ابن حمزة العمودين
الأول والثاني ووضع في العمود الثالث الرقم 19 ثم واصل إلى الرقم 25، وعاد فوضع في العمودين الأولين العددين
التاليين للرقم 25 وهما 26 و27، وفي السطر الرابع ترك الأعمدة الثلاثة الأولى ووضع
الرقم 28 في الرابع وسار على نفس الترتيب الذي سار عليه في السابق وهكذا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق