إن أخطر ما يحدث لنا في وقت
التغيير، ليس هو التغيير في حد ذاته، ولكن أن نتصرف بمنطق الأمس، هذا ما يمثله
الصراع الدائم مع التغيير، التغيير الذي نحتاجه لمواجهة التطورات والتحسينات
والتجديدات والمتغيرات المستمرة التي لا تتوقف في جميع مجالات الحياة، ونحن جميعنا
نسعى إلى التغيير نحو الأفضل، فأين وكيف ينجح التغيير التربوي، ولماذا يفشل
التغيير أحيانًا؟
أنا أعرف أن التغيير التربوي
يصاحبه الفشل في بداياته طبقًا لمنحنى سيجمويد، وأنا أوافق سيجمويد تمامًا في هذه
النقطة، ومن خلال خبرتي في التربية فإن ذلك يحدث لاعتبارات كثيرة منها: قلة خبرة
العاملين في الحقل التربوي في الاستراتيجيات والأساليب الجديدة، وعدم تقبل المجتمع
لكل جديد بسبب قلة التغيير في الثقافة السائدة، لكن التغيير يعود وينطلق ويحقق
نجاحاته المرجوة... ولكي أدعم فكرتي فإني أسوق المثال التالي: فحين أرادت الأونروا
التغيير في النظام التعليمي وافتتحت معهد سبلين للتدريب المهني عام 1961 قوبل ذلك
بالإضراب والمقاطعة من جهة أهالي المخيمات... ثم كان أن أصبح معهد سبلين بعد ذلك
حلمًا لكل الطلاب من الشعب الفلسطيني بعد أن حقق نجاحه المزدهر.
ومن خلال قراءاتي ومطالعاتي أدرك
تمامًا أن التخطيط الاستراتيجي هو أساس النجاح، وأن الأصل في التغيير التربوي أن
ينجح ويحقق مبتغاه، كما حدث في صراع غزو الفضاء بين أميركا والاتحاد السوفياتي، فحين
أطلقت روسيا أول قمر يدور حول الأرض، جُنّ جنون الأميركان وسارعوا إلى تغيير
النظام التعليمي في بلادهم، فكانت النتيجة أن وصل الأميركان إلى القمر قبل الروس
عام 1969.
ولكن ومن جهة أخرى فقد يسعى
الكثيرون إلى التغيير في النظام التربوي ويفشلون، فما هي الأسباب؟
أنا أرى أن أسباب الفشل كثيرة، فقد
يكون التغيير ليس عن اقتناع من المسؤولين بل يتم تحت ضغط الرأي العام في وقت تعاني
منه المؤسسة أو الحكومة من ضغوطات مالية حادة، أو بسبب تراجع المردودية الداخلية
للتعليم من حيث التمويل والتأطير والتجهيز بوجود مسؤولين يعانون من شلل تام على
مستوى العقل والإنجاز.
فالتغيير التربوي هو الصراع بين
التراث والحداثة، أو بين الأصالة والمعاصرة، فتأرجح النظام التعليمي بين العام
والخاص، وبين القوى السياسية والدينية والإرساليات الأجنبية، وهيمنة هذه القوى على
القطاع التربوي على حساب التخطيط الاستراتيجي العلمي والموضوعي يؤدي إلى إعاقته
وفشله، ففي لبنان مثلاً يتدخل رجال الدين والسياسة في اختيار النصوص التعليمية بل
وحتى في المفردات الواردة في النصوص.
وحين بحثت في أسباب فشل التغيير
وجدت أن غياب النظرية الشمولية، وتأرجح الاختيارات، وتردد القرارات، وضعف السند
العلمي للإصلاح، وتغييب البحث التربوي، وعدم ربط التخطيط العلمي بالمخططات
المجتمعية الأخرى حسب منظور شامل، جميعها تؤدي إلى فشل ذريع في التغيير التربوي،
ناهيك عن أسباب أخرى مثل عدم ترابط المنهاج الدراسي سواء في نفس المستوى أو في
مستويات لاحقة، واستيراد برامج تربوية جاهزة من دول أخرى وتطبيقها دون إخضاعها
للدراسات التجريبية الأولية وتقييمها قبل العمل على تعميمها.
ومن وجهة نظري الخاصة، فإن الرؤية
الموحية والتخطيط الاستراتيجي الفعال، والابتكار والإبداع والمرونة والشمول
والانفتاح هم الأساس في نجاح أي تغيير تربوي، فهل سيكون لدينا في لبنان رؤية موحية
توصلنا إلى حيث يجب أن نكون تربويًا؟
أنا أعرف أن التغيير التربوي
يصاحبه الفشل في بداياته طبقًا لمنحنى سيجمويد، وأنا أوافق سيجمويد تمامًا في هذه
النقطة، ومن خلال خبرتي في التربية فإن ذلك يحدث لاعتبارات كثيرة منها: قلة خبرة
العاملين في الحقل التربوي في الاستراتيجيات والأساليب الجديدة، وعدم تقبل المجتمع
لكل جديد بسبب قلة التغيير في الثقافة السائدة، لكن التغيير يعود وينطلق ويحقق
نجاحاته المرجوة... ولكي أدعم فكرتي فإني أسوق المثال التالي: فحين أرادت الأونروا
التغيير في النظام التعليمي وافتتحت معهد سبلين للتدريب المهني عام 1961 قوبل ذلك
بالإضراب والمقاطعة من جهة أهالي المخيمات... ثم كان أن أصبح معهد سبلين بعد ذلك
حلمًا لكل الطلاب من الشعب الفلسطيني بعد أن حقق نجاحه المزدهر.
ومن خلال قراءاتي ومطالعاتي أدرك
تمامًا أن التخطيط الاستراتيجي هو أساس النجاح، وأن الأصل في التغيير التربوي أن
ينجح ويحقق مبتغاه، كما حدث في صراع غزو الفضاء بين أميركا والاتحاد السوفياتي، فحين
أطلقت روسيا أول قمر يدور حول الأرض، جُنّ جنون الأميركان وسارعوا إلى تغيير
النظام التعليمي في بلادهم، فكانت النتيجة أن وصل الأميركان إلى القمر قبل الروس
عام 1969.
ولكن ومن جهة أخرى فقد يسعى
الكثيرون إلى التغيير في النظام التربوي ويفشلون، فما هي الأسباب؟
أنا أرى أن أسباب الفشل كثيرة، فقد
يكون التغيير ليس عن اقتناع من المسؤولين بل يتم تحت ضغط الرأي العام في وقت تعاني
منه المؤسسة أو الحكومة من ضغوطات مالية حادة، أو بسبب تراجع المردودية الداخلية
للتعليم من حيث التمويل والتأطير والتجهيز بوجود مسؤولين يعانون من شلل تام على
مستوى العقل والإنجاز.
فالتغيير التربوي هو الصراع بين
التراث والحداثة، أو بين الأصالة والمعاصرة، فتأرجح النظام التعليمي بين العام
والخاص، وبين القوى السياسية والدينية والإرساليات الأجنبية، وهيمنة هذه القوى على
القطاع التربوي على حساب التخطيط الاستراتيجي العلمي والموضوعي يؤدي إلى إعاقته
وفشله، ففي لبنان مثلاً يتدخل رجال الدين والسياسة في اختيار النصوص التعليمية بل
وحتى في المفردات الواردة في النصوص.
وحين بحثت في أسباب فشل التغيير
وجدت أن غياب النظرية الشمولية، وتأرجح الاختيارات، وتردد القرارات، وضعف السند
العلمي للإصلاح، وتغييب البحث التربوي، وعدم ربط التخطيط العلمي بالمخططات
المجتمعية الأخرى حسب منظور شامل، جميعها تؤدي إلى فشل ذريع في التغيير التربوي،
ناهيك عن أسباب أخرى مثل عدم ترابط المنهاج الدراسي سواء في نفس المستوى أو في
مستويات لاحقة، واستيراد برامج تربوية جاهزة من دول أخرى وتطبيقها دون إخضاعها
للدراسات التجريبية الأولية وتقييمها قبل العمل على تعميمها.
ومن وجهة نظري الخاصة، فإن الرؤية
الموحية والتخطيط الاستراتيجي الفعال، والابتكار والإبداع والمرونة والشمول
والانفتاح هم الأساس في نجاح أي تغيير تربوي، فهل سيكون لدينا في لبنان رؤية موحية
توصلنا إلى حيث يجب أن نكون تربويًا؟
تابعونا على
الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب
والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص
للأطفال
إقرأ أيضًا
للمزيد
حدوثة
قبل النوم
كيف تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
قصيرة معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية الأبناء والطلاب
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق