الجمعة، 30 يونيو 2017

• تجربة ميلجرام في إطاعة السلطة

تمت تجارب في جامعة ييل بين عامي 1961-1962 وقيل للمتطوعين أنها تجارب "دراسة عن الذاكرة والتعلم" ودُفع لهم مبالغ بسيطة.
في التجربة مشرف مسؤول عن اثنين من المتطوعين، يقوم أحدهما بدور "المُدرّس" والآخر بدور "المتعلم" ويكون الأخير مقيّداً في مقعد.

يُطلب من المتعلم تذكر مجموعة من الكلمات، وإذا لم يستطع تذكّرها يطلب المشرف من المُدرّس أن يعطيه صدمة كهربائية خفيفة.
كلّما زاد خطأ المتعلم كلما زادت شدة التيار الكهربائي. وكان المدرس مجبوراً أن يشاهد المتعلم وهو يصرخ من الألم، إلّا أنّ المدرسين لم يعرفوا أنّ السلك لم يكن موصولا بالكهرباء وأنّ "المتعلم" ليس إلّا ممثلاً يتظاهر بالألم.
فالغرض من التجربة دراسة ردود أفعال هؤلاء "المدرسين"، هل سيتوقفون عن إعطاء الصدمات الكهربائية للمتعلمين المساكين، أم سيستمرون في التجربة؟
على غير المتوقع، استمر معظم الناس —رغم تحفظاتهم— في اتّباع أوامر المشرف على التجربة، ملحقين الأذى (كما يظنون) بالمتعلم المقيّد، رغم صراخه وتوسّله أن يخرج من التجربة.
أثارت تجارب ميلجرام جدلاً كبيراً وحاول الكثير من العلماء إيجاد ثغرات في منهجيتها، ومع ذلك فقد أدى إجراؤها في أنحاء مختلفة من العالم وعلى أشخاص من مختلف الشرائح الاجتماعية إلى نتائج مماثلة.
حسب ميلجرام فإننا نملك آليات نطوّرها لتبرير ما نفعله، حتى نتوافق مع ضمير غير مستريح لنتجنّب عصيان الأوامر، منها:
الرغبة في التميز بالعمل، لدرجة أنّ أداء التجربة أهمّ من راحة المشاركين.
تحويل المسؤولية الأخلاقية عن التجربة إلى المشرف الذي يأمر المدرس بإعطاء الصعقات الكهربائية "أنا أتبع الأوامر فقط."
تقليل إنسانية متلقي الصدمة الكهربائية "لو لم يكن غبيّاً لدرجة عدم تمكّنه من حفظ بضع كلمات لما استحق العقاب".
وهذا التقليل من الذكاء أو الشخصية يُستخدم في حروب الطغاة للتشجيع على القضاء على جماعات بشرية بحجة أنها لا تساوي الكثير، أو أنّ غيابها سيجعل عالمنا أفضل (التجربة النازية كمثال).
ألقت هذه التجربة المشاركين في معضلة، فهل "الخير" هو ألّا يلحقوا الأذى بغيرهم أو أن يفعلوا ما يُطلب منهم؟
اختار معظم المشاركين المعنى الثاني للخير مما يوضح أنّ أمخاخنا مبرمجة على إطاعة السلطة بدرجة أكبر من أي شيء آخر.
هنا ظهر شيء أكثر خطورة، وهو قدرة الإنسان على التخلي عن إنسانيته، وهذا شيء حتمي عندما يمزج الإنسان شخصيته المتفردة في أبنية مؤسسية أكبر.

تابع الفيديو الخاص بالتجربة


ستانللي ميلجرام


تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

إقرأ أيضًا                   
      

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضاً وأيضاً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق