الخميس، 12 مايو 2022

• التنمّر لدى الأطفال وانعكاساته على ذوي الاحتياجات


التنمر

التنمّر فعل عدائي يتضمن سلوكًا يشير إلى عدم توازن التصرفات، وهو غالبًا ما يتكرر عدة مرات، ويأخذ سلوك التنمر أشكالًا عدة من العدوان البدني المتعمد، منها: الضرب أو الركل أو الدفع، أو العدوان اللفظي والمعنوي، مثل: الإغاظة أو إطلاق مسميات غير لائقة، تعبر عن التخويف باستخدام إشارات أو إيماءات أو التعبير بانفعالات تتسم بالتهديد والوعيد.

تعد مرحلة ما قبل المدرسة الفترة التكوينية الحاسمة من حياة الإنسان، وهي التي يتم فيها وضع البذور الأولى لشخصيته وتحدد مستقبله فيما بعد، والأسرة هي المسؤول الأول عن إكساب الطفل أنماط السلوك الاجتماعي، ويليها في ذلك رياض الأطفال والمدرسة وجماعة الأصدقاء ووسائل الإعلام، وهذا بدوره يلقي العبء على المتخصصين في مجالات الطفولة وعلم النفس والتربية، حيث ينبغي توعية هذه المؤسسات وإرشادها لاختيار أفضل البيئات التي تساعد الطفل على النمو النفسي السليم.

وكان خبراء علم النفس قد لاحظوا أن الأطفال يمتلكون ميلاً قويًا للتقليد، الذي يعد من الآليات المهمة التي توجه سلوك الصغار، وتزداد احتمالات تقليد السلوك إذا قام به نموذج من نفس الجنس.

وتعتبر الدراما الإبداعية - كما يؤكــد الباحـــــــثون - وسيلة تعلّم تنبثق عن اللعب التلقائي للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تمكن الطفل من القدرة على التعبير عن نفسه وعن انفعالاته ومشكلاته التي لا يستطيع التعبير عنها لفظيًا، بسبب عدم اكتمال نموه اللغوي والمعرفي، فالطفل في الدراما يتعلم فهم نفسه والآخرين وثقافته وضبط ذاته والتحكم في انفعالاته، وذلك أثناء ممارسة الدراما. وبما ينعكس على سلوك التنمر لدى الأطفال، سواء المتنمرين أو المعرضين لتنمر الآخرين، ومنهم ذوو الاحتياجات الخاصة.

هدف سهل

اهتمت بعض بحوث علم النفس بموضوع التنمّر، خاصة فيما يتعلق بالأطفال المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتعرضون لمخاطر تنمر أقرانهم، فضلا عن الأطفال ذوي صعوبات التعلم وعلاقتهم بالتنمر، وكانت دراسات سابقة قد أكدت أن الأطفال الذين لديهم اضطراب الانتباه والنشاط الزائد كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا التنمر.

وأشارت أحدث الدراسات النفسية إلى معاناة الأطفال المعاقين بإعاقات جسيمة، كونهم ضحايا تنمر الآخرين عليهم، كل حسب نوع ومستوى إعاقته، وبالمثل كان الأطفال الذين لا تتسع دائرة أصدقائهم، هدفًا سهلاً للتنمّر ممن لديهم صداقات متعددة، ويدخل في زمرة هؤلاء المصابين بشلل الأطفال أو مرضى السكري الذين يعالجون بالأنسولين، فإنهم يعانون تنمّر أقرانهم. ومن الثابت، كما تؤكد نتائج البحوث، أن الأطفال مضطربي الكلام بنسبة تزيد على 80 في المئة يكونون عرضة لتنمر أقرانهم مما يسبب لهم مزيدًا من الإحباط وانخفاضًا في تقدير الذات، بالإضافة إلى شعور بعضهم بالصداع أو آلام المعدة أو فقد الشهية أو التعب والإرهاق والتفكير في الانتحار.

ويرى الخبراء امتداد التنمّر إلى العدوان البدني واستفزاز أصحاب الخصائص البدنية المغايرة لأقرانهم، كالشكل أو اللون أو الوزن عندما يكونون لافتين لنظر أقرانهم، سواء كانوا يستخدمون طرقًا للكلام مغايرة أو أداء للسلوك غير متعارف عليه.

وقد تتسع دائرة التنمر لتشمل عزل الطفل الضحية عن أقرانه أو مقاطعته أو تخويفه باستمرار، مما يؤثر سلبًا على المسيرة الحياتية للطفل، ويجعله غير سعيد.

وأشارت دراسة إلى أن كلاً من الأطفال المعاقين سمعيًا والمعاقين عقليًا عرضة لسلوك التنمر، وأن هناك علاقة بين تعرضهم للتنمر وكل من اعتبار الذات والدفاع عن الذات وفهم انفعالات الوجه.

مشكلات سلوكية

فبالنسبة للمعاقين سمعيًا، يعاني 75 في المئة من المراهقين، ممن لديهم صمم، مشكلات سلوكية مع أسرهم ويبدون أقل سعادة وأكثر فضولاً للبيئة المحيطة بهم، بالرغم من نقص الخيال لديهم.

ويؤدي عدم تفسير الأحداث اليومية للطفل المعاق سمعيًا يومًا بعد يوم إلى إصابته بالقلق والخوف، ويؤثر الإحباط الناتج عن نقص الاتصال أو الاتصال غير المناسب على سلوكه ودافعيته، مما ينتج عنه المشكلات الانفعالية والسلوكية. كذلك يُظهر التلاميذ المعاقون سمعيًا مشكلات سلوكية في المدرسة أكثر من أقرانهم العاديين نتيجة نقص الخبرات الاجتماعية، وعدم فهمهم للدور الاجتماعي، مما قد يؤدي إلى السلوك المتهور وانعكاسه على نجاحهم في حل مشكلاتهم الاجتماعية.

أيضًا يعانون افتقارهم للمهارات الاجتماعية التي تمكنهم من مجاراة الآخرين والتفاعل معهم والاندماج فيما بينهم، مما يؤدي إلى نقص عديد من مهارات السلوك التكيفي وشيوع المشكلات السلوكية واللجوء إلى السلوك العدواني والخوف من الآخرين، إضافة إلى معاناتهم من الخوف والقلق من المستقبل. ويقصد بالإعاقة السمعية فقد جزء من السمع، أو من لديهم صمم كامل، أو حتى الذين يستخدمون سماعات الأذن أو بجانبها، وهؤلاء غالبًا ما يتصفون بالفشل في الاستجابة للتعليمات أو الأوامر التي توجه لهم.

ويلاحظ قيامهم بتكرار السؤال عما يطلب منهم، راغبين في زيادة الإيضاح. ويلجأ الطفل المعاق سمعيًا إلى ملاحظة الآخرين حتى يتصرف وفق ما يسلكون. ويطلب في كثير من الأحيان تكرار ما يقال له مرات عدة، حتى يستوعب المطلوب منه، وهؤلاء يعانون صعوبات القراءة أو التهجي أو الكتابة، وكثيرًا ما ينصرفون عن الاستماع للمعلم أثناء الدرس.

قصور ملموس

أما فيما يتعلق بالإعاقة العقلية، فيلاحظ اتصاف إعاقتهم العقلية بالمحدودية في كل من الوظائف العقلية والسلوك التكيفي، مما ينعكس على المفاهيم الاجتماعية ومهارات التكيف العملية، وهذه الإعاقة تبدأ قبل سن الـثامنة عشرة. وفي المقابل تعد الإعاقة العقلية حالة تشير إلى جوانب قصور ملموسة في الأداء الوظيفي الحالي للطفل، وتتصف الحالة بداء عقلي أقل من المتوسط بشكل واضح يكون متلازمًا مع جوانب القصور في مجالين أو أكثر من مجالات المهارات التكيفية، مثل التواصل، والعناية بالذات، والمشاركة في الحياة المنزلية، والمهارات الاجتماعية، واستخدام المصادر المجتمعية، والتوجيه الذاتي، والصحة والسلامة، والمهارات الأكاديمية الوظيفية، وقضاء وقت الفراغ ومهارات العمل.

 ويمثّل الأطفال ذوو الإعاقة العقلية البسيطة حوالي 85 في المئة من فئات الإعاقة العقلية، ويرتبط القصور في السلوك التكيفي داخل هذه الفئة بما يلقاه الطفل من معاملة أسرية أو مدرسية، أو التوقعات السلبية المسبقة عن استعداداته وسلوكه، ومدى ما يتعرض له من خبرات ومواقف لا تتناسب واستعداداته، مما يعرضه لمشاعر الفشل المتكرر والإحباط، ومن ثم تكون الحاجة إلى تفادي هذه المواقف.

فمعظم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية البسيطة يستطيعون تحمّل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم وتجاه أسرهم، إذا وجدوا الرعاية المناسبة في سن مبكرة، لكنهم يظلون في حاجة إلى إرشاد وتوجيه الآخرين مدى الحياة، لأن نضوجهم الاجتماعي لا يصل إلى مستوى الرشد.

سلوك خطير

ويعد التنمر سلوكًا خطيرًا على جميع الأطفال المشاركين فيه، وهو كما سبق ذكره، إيقاع الأذى على طفل أو أكثر بدنيًا أو نفسيًا أو عاطفيًا، وهو شكل متعمد من العدوان يتضمن التهديد بالأذى البدني أو الاعتداء بالضرب والتهديد والتحرش والإيذاء اللفظي والإذلال وإطلاق الألقاب، ويؤدي سلوك التنمر إلى إحداث الشائعات ونشرها، والرفض والاستقصاء من الجماعة وعدم التوازن واختلال ميزان القوى بين الطفل المتنمر والطفل الضحية.

ويعد الأطفال الأضعف بدنيًا والذين يتصفون بالخجل والإحساس بالخوف والألم والعجز، ولديهم عدد قليل من الأصدقاء، هم الأكثر عرضة للتنمر. إن التنمر ليس فقط إيذاء للطفولة، بل هو إيذاء لكل شخص يمر به، ويعد تحرشًا يؤدي إلى إقصاء الآخر على أساس الثقافة أو الأصل أو اللون أو الجنس أو الإعاقة.

وهناك عديد من الخصائص التي يتصف بها الأطفال ضحايا التنمر، مثل نقص الأصدقاء، والقلق الاجتماعي، وذلك يجعلهم هدفًا سهلاً للتنمر. وتعد السنّ أحد الأسباب الرئيسة لوقوع الطفل كضحية للمتنمر، فغالبًا ما يكون الأطفال صغار السن أو يتصفون بالقلق والحساسية وضعف الجسم والخجل وانخفاض تقدير الذات وندرة قدرتهم على الدفاع عن الذات، فيعتدي عليهم الأطفال المتنمرون، ويعانون أيضًا نقص التوافق الانفعالي والاجتماعي ونقص المهارات الاجتماعية والشعور بضعف التكيف.

ضحايا التنمر

يمكن تصنيف ضحايا التنمر إلى نوعين، الأول: ضحايا سلبيون لا يريدون أن يتعرضوا لهجوم أو إهانة، والثاني: ضحايا استفزاز، وهم عادة اندفاعيون وعدوانيون تسهل استثارتهم.

وقد أجريت دراسة على كل من الأطفال المعاقين بصريًّا وغيرهم العاديين طبقت على فئتين: الطفل المعاق بصريًّا والطفل العادي.

وأسفرت نتائج الدراسة عن أن هناك أشكالًا من التنمر يتعرض لها الأطفال المعاقون بصريًا وغير المعاقين بصريًا، مثل إطلاق المسميات والاعتداء البدني والإغاظة، والتنمر اللفظي الحاد والعدوان اللفظي والتهديد ومحاكاة حركتهم، والسخرية من إعاقة الأطفال المعاقين، حيث أظهرت الدراسة أن الأطفال المعاقين أقل شعبية من أقرانهم العاديين وأقلهم تكوينا للصداقة وأكثر معاناة بالإحساس بالوحدة النفسية.

وقد أشارت الدراسة إلى أن الذكور من المعاقين بصريًا وغير المعاقين بصريًا أكثر عرضة للتنمر من الإناث. وخلصت النتائج إلى أن سلوك التنمر لدى الأطفال المعاقين عقليًا أكثر منه لدى العاديين والمعاقين سمعيًا، وأن الأطفال المعاقين عقليًا ضحايا التنمر أكثر من العاديين والمعاقين سمعيًا.

كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق بين الأطفال العاديين وبين المعاقين سمعيًا في اعتبار الذات، وأن الأطفال المعاقين سمعيًا والمعاقين عقليًا أكثر دفاعًا عن ذواتهم من العاديين، كما أوضحت النتائج أن قدرة الأطفال العاديين والمعاقين سمعيًا على التعرف على انفعالات الوجه أكثر منها لدى المعاقين عقليًا، وأن الأطفال الأصغر سنًا (9-12) أكثر عرضة للتنمر من الأطفال الأكبر سنًا (13-15 وأظهرت كذلك أن الذكور أكثر من الإناث تعرضًا للتنمر.

الدراما الإبداعية

من هنا تبدو الحاجة إلى برامج لخفض سلوك التنمر لدى الأطفال المعاقين عقليًا والمعاقين سمعيًا، ويقترح الخبراء دعم برنامج يستخدم الدراما الإبداعية، وهي كل ما يقوم به الأطفال من تمثيل ومحاكاة وتقليد وارتجال درامي داخل مؤسساتهم التربوية اعتمادًا على قدراتهم الذاتية تحت إشراف المعلم أو المدرب أو المنشط.

فقد أسفر برنامج عني بتوظيف الطاقة العدوانية عند الأطفال إلى استنفاد تلك الطاقة في نشاط مرغوب، مثل «لعب دور شخصيات القصة، أداء صامت لبعض الشخصيات والمواقف»، وقد بدأت جلسات البرنامج بجلسة تمهيدية، ثم جلسة توجيه واتباع تعليمات، ثم كائنات حية، وأداء صامت، وتنمية الحواس من «أصوات، أحجام وألوان»، ثم تخيل وارتجال ومحاكاة ولعب الدور.

كشفت الدراسة عن تقدم ملحوظ عند الأطفال العدوانيين، بعد تعرضهم للبرنامج الذي انصبّ على تنمية ضبط الذات وتحسين تفاعل الطفل مع زملائه وأسرته، ومن أهم التوصيات التي يدلي بها الخبراء تدريب معلمات رياض الأطفال على تطبيق أنشطة الدراما الإبداعية داخل الفصل في رياض الأطفال، على أن يتم الاهتمام باستخدام الدراما الإبداعية كطريقة من طرق التدريس لأنشطة رياض الأطفال، وأيضًا ضرورة الاهتمام بتنوع الأنشطة المقدمة للأطفال العدوانيين، وفي مقدمتهم المتنمرون، وحبّذا بوساطة المشاركة المسرحية.

تجارب حية

إن الدراما الإبداعية تنتمي إلى نشاط اللعب المحبب إلى الأطفال، والذي تظهر فيه اهتماماتهم، وتتحقق من خلاله حاجاتهم كجماعة وكأفراد، ويسهل بذلك التأثير فيهم، وتوجيه اهتماماتهم وهواياتهم، وإكسابهم الاتجاهات المرغوبة وغرس القيم والأفكار حول مختلف الموضوعات. وبذلك، فإن ممارسة الأطفال للدراما الإبداعية تساعد على تكوين أنماط من الآراء تتكون من أفكار وعواطف وأحاسيس وصور هي المادة الخام اللازمة لتفكيرهم الخلاق وأعمالهم الإبداعية، بل إن النمو النفسي المستمر لخبراتهم العامة لا يتم إلا عن طريق هذه التجارب الحية التي تصقل إدراكهم للعلاقات والارتباطات، والتي تساعد على تكوين المفاهيم، التي تحدد استجاباتهم في الحياة المقبلة، التي يعبّر فيها عن آرائه، وبذلك يمكنها أن تخدم العملية التعليمية والتربوية، في التصدي لسلوك التنمر عند الأطفال.

إن التشارك المسرحي يتفق مع أهداف تشجيع الأطفال على استخدام طاقاتهم الاستكشافية والابتكارية والأدائية والاجتهادية والتمثيلية، عبر الأنسنة والتخييل والتشخيص والإبداع، وتبادل الأدوار الفردية والجماعية، وتشغيل تقنيات الارتجال والإلقاء العفوي الطبيعي، وتقليد الآخرين وتقمص أدوارهم بروح درامية هادفة ومعبرة.

فالدراما الإبداعية طريقة مسرحية مهمة في تنشيط الطفل وإخراجه من عالمه الانعزالي نحو عالم أرحب، عبر تشخيص مجموعة من الأدوار الفردية والاجتماعية، تقليدًا وتخييلاً وإبداعًا، وأداء مجموعة من المواقف التمثيلية الذهنية والوجدانية والحركية ارتجالاً ومحاكاة وتشخيصًا وإيهامًا ولعبًا.

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                                         

لماذا تكون الجبال أكثر برودة من الأماكن الأخرى

تاريخ وفنون الخط العربي

حدائق بابل المعلقة

إرهاق العمل وكيف يقتلنا الروتين

تربية طفل واثق بنفسه

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق