هذه سلسلة من القصص، تصلح
للأطفال في مختلف مراحل العمر، وفي كل قصة عبرة وموعظة، وعلى الطفل حين يقرأ القصة
أن يسأل نفسه، أو حين تقرأ الأم القصة لابنها في وقت لهوه أو قبل النوم أن تسأله:
أين حدثت هذه القصة؟ ومتى حدثت؟ من هي الشخصيات الواردة في القصة، ومن هي الشخصية
الرئيسية؟ وما هو الدرس الذي نتعلمه من هذه القصة؟
أينَ اختفى الربيع
لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَوَقَّعُ أَنْ
تَتَشَاجَرَ فُصُولُ السَّنَةِ مَعًا، فَفَصْلُ الشِّتَاءِ يَرَى
أَنَّهُ رَغْمَ بُرُودَةِ الجَوِّ وَهُبُوبِ الرِّيَاحِ
البَارِدَةِ وَاضْطِرَارِ النَّاسِ إلَى ارْتِدَاءِ مَلابِسٍ ثَقِيلَةٍ طَوَالَ شُهُورِهِ لَكِنِ المَطَرَ الغَزِيرَ الّذِى يُصَاحِبُهُ
يَهِبُ الحَيَاةَ لِلتُّرْبَةِ الَّتِي تَتَشَرَّبُهُ
فِي سَعَادَةٍ لأنَّهُ مَاءٌ عَذْبٌ نَقِيٌّ وَيُتِيحُ لِلنَّاسِ
أَنْ تَزْرَعَ مُخْتَلِفَ المَحَاصِيلِ الزِّرَاعِيَّةِ كَمَا أَنَّهُمْ يَسْتَمْتِعُونَ بِرُؤْيَةِ قَوسِ قَزَحٍ بَعْدِ هُطُولِ
المَطَرِ.
لَكِنِ الرَّبِيعَ الَّذِي يَأتِي بَعْدَهُ لَمْ يُعْجِبْهُ الحَدِيثَ وَقَالَ فِي تَأنُّقٍ: إِنْ الجَمِيعَ يَنْتَظِرُ رَحِيلُكِ بِفَارِغِ الصَّبْرِ وَيَنْتَظِرُونَ قُدُومِيَ، انْظُرْ لِلِحَدَائِقِ الَّتِي تَزْدَهِرُ وَالطُّيُورِ الّتِي تُغَرِّدُ عَلَى الأَغْصَانِ الخَضْرَاءِ وَالنَّحْلِ الَّذِي يَحُطُّ عَلَى الزُهُورِ المُمْتَلِئَةِ بِالحَيَاةِ وَيَفُوحُ الرَّحِيقُ بِكُلِّ مَكَانٍ.. وَالسَعَادَةُ تَغْمُرُ النَاسَ وَيَتَخَفَّفُونَ مِنْ مَلابِسِهُمُ الثَّقِيلَةِ وَيَرْتَادُونَ الحَدَائِقَ وَالمُنْتَزَهَاتِ..
هُنَا تَدَخّلَ الصَّيْفُ وَكَانَ يَبْدُو عَصَبِي المَزَاجِ حَيْثُ إِنَّ حَرَارَتَهُ المُرْتَفِعَةَ تَجْعَلُ مِزَاجَهُ غَيْرَ رَائِقٍ لَكِنَّهُ تَحَامَلَ عَلَى نَفْسِهِ وَهْو يَزْفُرُ مِنَ الحَرِّ: رَغْمَ أَنَّ شُهُورِىَ تَتَمَيَّزُ بِالحَرَارِةِ المُرْتَفِعَةِ، لَكِنَّهَا تُتِيحُ لِلنَّاسِ أَنْ يَهْرَعُوا لِشَوَاطِئِ البِحَارِ لِلاسْتِمْتَاعِ بَالتَصْيِيفِ كَمَا أَنْ هُنَاكَ مَحَاصِيلَ ضَرُورِيَةً لا تَنْبُتُ إلا فِي وَقْتِي وَنَاشَدَهُمْ أَنْ يَتَخَلَّوا عَنِ الشِّجَارِ، فَهْوَ لا يُفِيدُ.
لَكِنِ الرَّبِيعَ الَّذِي يَأتِي بَعْدَهُ لَمْ يُعْجِبْهُ الحَدِيثَ وَقَالَ فِي تَأنُّقٍ: إِنْ الجَمِيعَ يَنْتَظِرُ رَحِيلُكِ بِفَارِغِ الصَّبْرِ وَيَنْتَظِرُونَ قُدُومِيَ، انْظُرْ لِلِحَدَائِقِ الَّتِي تَزْدَهِرُ وَالطُّيُورِ الّتِي تُغَرِّدُ عَلَى الأَغْصَانِ الخَضْرَاءِ وَالنَّحْلِ الَّذِي يَحُطُّ عَلَى الزُهُورِ المُمْتَلِئَةِ بِالحَيَاةِ وَيَفُوحُ الرَّحِيقُ بِكُلِّ مَكَانٍ.. وَالسَعَادَةُ تَغْمُرُ النَاسَ وَيَتَخَفَّفُونَ مِنْ مَلابِسِهُمُ الثَّقِيلَةِ وَيَرْتَادُونَ الحَدَائِقَ وَالمُنْتَزَهَاتِ..
هُنَا تَدَخّلَ الصَّيْفُ وَكَانَ يَبْدُو عَصَبِي المَزَاجِ حَيْثُ إِنَّ حَرَارَتَهُ المُرْتَفِعَةَ تَجْعَلُ مِزَاجَهُ غَيْرَ رَائِقٍ لَكِنَّهُ تَحَامَلَ عَلَى نَفْسِهِ وَهْو يَزْفُرُ مِنَ الحَرِّ: رَغْمَ أَنَّ شُهُورِىَ تَتَمَيَّزُ بِالحَرَارِةِ المُرْتَفِعَةِ، لَكِنَّهَا تُتِيحُ لِلنَّاسِ أَنْ يَهْرَعُوا لِشَوَاطِئِ البِحَارِ لِلاسْتِمْتَاعِ بَالتَصْيِيفِ كَمَا أَنْ هُنَاكَ مَحَاصِيلَ ضَرُورِيَةً لا تَنْبُتُ إلا فِي وَقْتِي وَنَاشَدَهُمْ أَنْ يَتَخَلَّوا عَنِ الشِّجَارِ، فَهْوَ لا يُفِيدُ.
تَدَخَّلَ الَخَرِيفُ الذي يَبْدُو
بَاهِتًا، مِثْلَ رَجُلٍ عَجُوزٍ يَتَقَدَّمُ عَلى مَهْلٍ وَقَالَ:
رُبَّمَا لا يَكُونُ لَدَي الحَقُ فِي التَّدَخُلِ
لَكِنَّنِي مِنْ فُصُولِ السَّنَةِ وَنَحْنُ أَصْدِقَاءُ، نَدُورُ فِى فَلَكٍ وَاحِدٍ وَنَتَبَدَلُ بِانْتِظَامٍ طَوَالَ العَامِ.
هُنَا قَالَ الرَّبِيعُ فِي غُرُورٍ: لا
يَحِقُ لَكَ أَنْ تَتَحَدَّثَ، فَذُبُولُ وَاصْفِرَارُ
وَتَسَاقُطُ الأَورَاقِ يُصَاحِبُ مَجِيئَكَ كَمَا أَنَّ
تَقَلُبَ الطَّقْسِ يُضَايِقُ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ حَيْثُ تَهِبُ الرِّيَاحُ المُحَمَّلَةُ بِالأَتْرِبَةِ وَ....
قَاطَعَهُ الخَرِيفُ فِى تُوَاضِعٍ
وَهُدُوءٍ قَائِلاً: أَيّهَا الرَّبِيعُ، رُبَّمَا تَكُونُ مُحِقَّا
فِيما قُلْتَهُ خَاصَّةً أَنْ الشُعَرَاءَ قَدْ تَغَنَّوا بِكَ
فِي قَصَائِدِهُمْ وَالنَّاسُ تَنْتظرُكَ بِفَرَحٍ وَسَعَادَةٍ،
لَكِنَّ لا يَجْعَلُنَّكَ هَذَا مَغْرُورًا مُتَعَالِيًا عَلَى بَقِيَّةِ فُصُولِ السَّنَةِ ثُمَّ تَرَكَهُ وَقَدْ قَرَّرَ أّلا
يَدْخُلَ فِى جِدَالٍ مَعْ أيّ فَصْلٍ وَأَنَهُ
سَيَلْتَزِمُ الصَّمْتَ إِلَى أَنْ تَحَينَ دَورَتَهُ.
غَضِبَ الرَّبِيعُ مِنَ الخَرِيفِ
وَالْتَفَتَ لِلشِّتَاءِ الّذِى قَرّرَ أَنْ يَرْحَلَ وَقَدْ لَوَّحَ
لِلصَّيِفِ الَّذِي تَصَبَبَ مِنَ العَرَقِ وَآثَرَ أَنْ
يَبْتَعِدَ قَلِيلاً عَنِ الشَّمْسِ وَيَلْتَجِئ لِمَكَانٍ ظَلِيلٍ.
بَقَى الرَبِيعُ وَحِيدًا وَشَعَرَ
أَنَ بَقِيَةَ فُصُولِ السّنَةِ لا تُرَحِّبُ بِهِ فَقَرَّرَ أَنْ يَخْتَفِي
مِنْ دَوَرَانِ الفُصُولِ وَقَالَ: سَأَخْتَفِى حَتَّى يَعْتَذِرُوا لِي.
تَعَاقَبَ الصَّيفُ وَبَعْدَهُ
الخَرِيفُ الّذِي أَدّى مُهِمَّتَهُ، وَأَتَى الشِّتَاءُ
بِمَطَرِهِ الغَزِيرِ وَرِيَاحِه البَارِدِةِ وَأدّى وَاجِبَهُ. وَانْتَظَرَ الجَمِيعُ فَصْلَ الرَّبِيعِ، طَالَ الانْتِظَارُ،
تَمَلْمَلَتِ الأَزْهَارُ عَلَى الأَغْصَانِ وَلَمْ
تُغَرَّدِ الطُّيُورُ وَلَمْ يَسْتَطِعِ الشِّتَاءُ
الرَّحِيلَ قَبْلَ أنْ يَأتي الرَّبِيعُ حَتَّى تَضَايقَ وَانْزَعَجَ النَّاسُ مِنْهُ وَظَلُّوا يَدَعُونَ اللهَ أَنْ يَرْحَلَ وَيَأتِي
الرَّبِيعُ الَّذِي مَازَالَ غَاضِبًا لا يَبْرَحُ
مَكَانَهُ حَتَى شَعُرَ بِالمَلَلِ مِنْ طُولِ بَقَائِهِ
دُونَ أَنْ يَفْعَلَ شِيئًا وَلَمْ يَنْتَظِرْ أَنْ تَأتِي بَقِيَّةَ فُصُولِ
السَّنَةِ كَي تَعْتَذِرَ لَهُ وَتَخَلَى عَنْ غُرُورِهِ وَاخْتِيَالِه عَلَى
بَقِيَّةَ الفُصُولِ لَمَّا رَأَى تَرْحِيبَ كُلِّ المَخْلُوقَاتِ،
شَعُرَ بِالغِبْطَةِ حَينَمَا رَأَى أَلوَانَ الحَيَاةِ تَكْسُو الحَدَائقَ وَالحُقُولَ، وَقَدْ تَعَطَّرَ الجَوُ بِرَوَائِحِ
الورُودِ الزَّكِيَّةِ وَخَرَجَ النَّاسُ لِلحَدَائِقِ يَسْتَمْتِعُونَ
بِجَوِّهِ البَدِيعِ..
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق