جميع الآباء يرغبون في تعليم أبنائهم وتزويدهم
بالمعلومات والتجارب، لكن قد يكون ما يفعلونه يرتد سلبًا على أولادهم، وتأتي
النتيجة عكس ما يريدونه تمامًا.
هناك ثقافة سائدة اليوم بين الناس مفادها أنه كلما
زودت الطفل بمعلومات أكثر كلما كان ذلك أفضل، فيلجأون إلى تعليم الولد القراءة في
سن مبكرة جدًا، ولكن لماذا قد يهتم الطفل الصغير بالقراءة فيما لم يكتشف بعد جسمه
أو العالم المحيط به؟
إن تعليم الأطفال القراءة في مرحلة مبكرة أشبه بتدريب القردة في عالم
السيرك، فهل نحن نسعى إلى التباهي بذكاء أطفالنا الذي ورثوه عنّا لنثبت للعالم
أننا أذكياء؟
عندما نُتخِم طفلنا بالمعلومات لنتمكن من التباهي
بذكائه أمام العالم ولنعرضه كجائزة، نحن بذلك نجعل نموه وتطوره يفتقران إلى
الاندماج، الطفل في هذه الأيام متخم بالمعلومات التي لا يعرف كيف ومتى يستخدمها،
إنه مثقل بالمعرفة العديمة الجدوى التي تعيقه ولا تفيده.
كثير من الأهالي بدل أن يقرأوا لابنهم حدوثة قبل النوم، يقرأون عليه
شيئًا من الموسوعة العلمية ليصبح أكثر ذكاءً، وبدل أن يقضي وقته بين ألعابه،
يجلسونه معهم وهم يشاهدون الأخبار المسائية ليزاد ثقافة ودراية بما يحدث حوله.. وكل
هذه الممارسات تساعد على خلق جيل من الأطفال غير
المتوازنين، حيث يصبح الإفراط في المعرفة الذي لا يقابله نضج عاطفي موازن، سلاحاً
خطراً في أياد بشر غير ناضجين، إننا بحاجة فقط إلى رؤية كيف يخطط وينفّذ الشباب
الصغار القتل والاعتداءات في المدارس، فهم إنما يحاولون أن ينقلوا ما يتلقونه من معلومات
مستقاة من أفلام العنف وألعاب الفيديو إلى حياتهم الواقعية، فيخلطون ما بين الواقع
والألعاب.
عندما تكون تربية الطفل غير متوازنة، يصبح عصبياً،
يقوده القلق، ويفتقر إلى القدرة على التركيز، أي أنه يعاني من كل الاضطرابات
الوبائية التي يبتلي بها كثير من تلاميذ هذه الأيام، يجب أن يترافق تدريب الطفل مع
شيء من الدفء، الأمر أشبه بالنبتة التي تحتاج إلى أشعة الشمس حتى تنمو وتمد جذورها،
وهكذا هو حال الطفل الذي يحتاج أن ينمو داخل شرنقة الدفء، إنه بحاجة إلى دفء بيئته
ودفء التواصل الإنساني والتربية التي ينفذ منها دفء الموسيقى والمخيلة.
المقصود بتعليم الولد بدفء هو فتح قلبه بالأغاني
والألعاب التي توقظ فيه المتعة وحب العيش، عندما نخبره قصصاً مفعمة بالصور، نساعده
على تنمية مخيلته وعلى الاستمتاع بعالم يكون فيه كل شيء ممكنا، في عالم الخيال
السحري هذا يستريح الطفل من اضطرابه الداخلي ويتعاطف مع الشخصيات المختلفة، واجدًا
الحلول للمشاكل.
على المعلومات التي يتلقاها الطفل أن تكون مرتبطة
بحياته العاطفية، شرط أن تكون منطقية وذات معنى.
تابعونا على
الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب
والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص
للأطفال
إقرأ
أيضًا
للمزيد
حدوثة
قبل النوم قصص للأطفال
كيف
تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
قصيرة معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
قصص
قصيرة مؤثرة
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول
التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضًا
وأيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق