الاثنين، 5 أغسطس 2013

• مدرسة المستقبل


         هل يخطو العالم التربوي باتجاه المدرسة الإلكترونية؟ لا صفوف أو فصول تقليدية يؤمها الطلاب، ولا معلمون يعطون الدروس ويراقبون الاختبارات؟ إنه مستقبل غامض. لكن الإنفاق على مدارس المستقبل يكاد يتجاوز الميزانيات المخصصة للتعليم التقليدي.

          قبل عقدٍ كامل كانت التنبؤات تشير إلى انتشار شكل جديد تمامًا للمدرسة الأولية، يغاير ما كنا نعرفه آنذاك، وهو الشكل التقليدي للمدرسة الذي كان يتطور دون أن يلغي أساسيات الصفوف (الفصول) الدراسية، مثل حضور أجهزة الكمبيوتر المحمولة الصبغة الأساسية للتغيير الحادث، وأصبحت البيئة المدرسية أكثر افتراضية من ذي قبل، وبدا أن التعليم، كالمطاعم والمتاجر الكبرى، سيكون متاحًا لسبعة أيام في الأسبوع وعلى مدار 24 ساعة يوميًا.
          في أستراليا دشنت مدرسة افتراضية، أقرتها وزارة التربية والتعليم هناك، تجمع بين فصولها خيوط التكنولوجيا؛ فجميع المعلمين والطلاب يستخدمون أجهزة الكمبيوتر المحمول، والتواصل بين المجموعتين يجري عبر البريد الصوتي، وهناك نظام خاص للهاتف للعثور على معلومات أو التحدث إلى خبراء في المناطق الخاضعة للتجربة، في جميع الدروس ومختلف التخصصات، وكان شعار المدرسة التي تتبنى خطط التعليم الفردية: الاتصال مع العالم الأوسع للتكنولوجيا قد يغير التركيز على تعليم الأطفال ليصبح الهدف التعلم من الأطفال.
          في الولايات المتحدة، تسعى عدة مدارس لممارسة المستقبل الآن، واحدة من تلك المدارس هي A.C.T. التي أنشئت في ماكيني، ولاية تكساس بتمويل قيمته 5.5 مليون دولار منحة من وزارة التعليم الأمريكية.
كمبيوتر مشترك
          في المدرسة يتم تبني قواعد معرفية تؤسسها التكنولوجيا المتطورة. هناك 250 طالبا يتواصلون عبر أجهزة الكمبيوتر، ووفقا للفئة العمرية يحظى الطلاب بين 12 و18 سنة بجهاز خاص لكل منهم، بينما يتقاسم أفراد الفئة العمرية من 7 إلى 11 سنة جهازًا واحدًا، ويستخدم أبناء السنوات الخمس والست أجهزة كمبيوتر في محطات ثابتة. بجانب ذلك يتم توفير الوسائط المتعددة والطابعات والأقراص المدمجة والفيديو وآلات تصوير وتحرير الفيديو والتلفزيون وخدمات الإنترنت والهواتف كأدوات بحث وتعلم فعالة.
          شكل آخر لمدارس المستقبل تقدمه كلية التربية في جامعة ولاية يوتا بالولايات المتحدة، يتضمن إنشاء وصيانة نظام التعليم الأمريكي من خلال تحديد الممارسات التعليمية الأكثر فاعلية، وتشجيع الابتكارات وتكيفها مع ظروف معينة والمساعدة في إنشاء مجتمع الآباء والمعلمين الذين يدعمون بعضهم بعضًا من أجل تحسين مدارس أبنائهم، وإتاحة أفضل الممارسات لتبادل المعلومات الأكاديمية لإنشاء مدارس نموذجية.
التكنولوجيا هي المفتاح
          إن التكنولوجيا هي المفتاح الرابط بين كل أشكال المدارس المستقبلية، حتى إن بعض الشركات التقنية الرائدة في مجال الترفيه عرضت توفير حزمة برامج تكنولوجية إضافية لأجهزة التلفزيون تستفيد منها المؤسسات التعليمية وتوفر النفاذ إلى الإنترنت من خلال أجهزة التلفزيون العادية لمساعدة الطلاب الذين لا تمتلك أسرهم أجهزة كومبيوتر. إن السعي للربط بين مدارس المستقبل والعالم الافتراضي على شبكة الإنترنت يعني أن لدى الشبكة العنكبوتية ما تستطيع توفيره بشكل أفضل من المدارس العادية، والمثير أن تلك المدارس التقليدية التي تتجه إلى إلغاء بعض المقررات التجريبية لكلفتها العالية، يمكن أن تستعيض بالتجارب المعملية الافتراضية على حل مشكلاتها.
          وقد شهدت الفترة الأخيرة طفرة في عدد المدارس التي انضمت لعضوية هذه المؤسسة الافتراضية (770 مدرسة في جميع أنحاء العالم)، يقدم لهم برنامج The Virtual High School (VHS) program دراسة عامة وخاصة من أجل إعداد مئات الطلاب للانخراط في السلك الجامعي للقرن الحادي والعشرين، وتحت مظلة الاقتصاد العالمي، الذي يدعو لدراسة الفيزياء والشرق الأوسط الحديث والصحافة في العصر الرقمي وتاريخ الفن، وغيرها من البرامج التي تسعى للتطوير المهني في التعليم عبر الإنترنت مع توفير مدربين باستمرار، ورصد جميع الدورات وإشراك الطلاب في المناقشات وتقييم التقدم المحرز لكل طالب على حدة، وكل ذلك بالتعاون مع المدارس العامة وليس بالتنافس معها الذي قد يتسبب في فقدان بعض المعلمين وظائفهم.
تابعونا على الفيس بوك
www.facebook.com/awladuna
إقرأ أيضًا






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق