الخميس، 30 أغسطس 2012

• بين المظهر والجوهر!


حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعًا، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذًا يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.

 لقد راقبت المعلمة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائمًا متسخة، وأنه دائمًا يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصًا غير مُبْهِج، وقد بلغ الأمر أن المعلمة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
ذات يوم طلب المدير منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لتلاميذ الصف، وبينما كانت تراجع ملف تيدي فوجئت بشيء ما!
لقد كتب معلم الصف الأول عن تيدي: تيدي طفل ذكي موهوب يؤدي عمله بعناية و بطريقة منظمة.
وكتب معلم الصف الثاني: تيدي تلميذ نجيب ومحبوب لدى زملائه، ولكنه دائمًا متعكر المزاج بسبب إصابة والدته بمرض السرطان.
أما معلم الصف الثالث فكتب: لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه، لقد بذل أقصى ما يملك من جهود، لكن والده لم يكن مهتمًا به، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تُتخذ بعض الإجراءات المناسبة.
بينما كتب معلم الصف الرابع: تيدي تلميذ منطوٍ على نفسه، لا يبدي الرغبة في الدراسة، وليس لديه أصدقاء، و ينام أثناء الدرس.
هنا أدركت المعلمة تومسون المشكلة وشعرت بالخجل من نفسها!
وقد تأزم موقفها عندما أحضر التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها ملفوفة بأشرطة جميلة، ما عدا الطالب تيدي، فقد كانت هديته ملفوفة بكيس مأخوذ من أكياس البقاله.
تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وضحك التلاميذ على هديته، وهي عقد مؤلف من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع، ولكن كفّ التلاميذ عن الضحك عندما عبرت المعلمة عن إعجابها بجمال العقد والعطر وشكرته بحرارة، وارتدت العقد ووضعت شيئًا من ذلك العطر على ملابسها، ويومها لم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله مباشرة، بل انتظر ليقابلها وقال: إن رائحتك اليوم مثل رائحة أمي! عندها انفجرت المعلمه بالبكاء، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!!
منذ ذلك اليوم أوْلتْ المعلمة اهتمامًا خاصًا به، وبدأ عقله يستعيد نشاطه، وبنهاية السنة أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزًا في الصف، ثم وجدت المعلمة مذكرة عند بابها وضعها التلميذ تيدي، وكتب بها أنها أفضل معلمة قابلها في حياته، فردت عليه: "أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة".
بعد عدة سنوات فوجئت هذه المعلمة بتلقيها دعوة من كلية الطب لحظور حفل تخرج الدفعة في ذلك العام موقعة باسم "ابنك تيدي".
فحضرت وهي ترتدي ذات العقد، وتفوح منها رائحة ذات العطر ....
هل تعلم من هو تيدي الآن؟
تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية.




هناك تعليقان (2):

  1. قصة تدمي القلب ومن لا بيكي عند قراءتها ليس بانسان.

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيرا

    ردحذف