الأربعاء، 17 يوليو 2013

• "قف في الزاوية".. هل هو عقاب مجدٍ للأطفال


       "قف في الزاوية" هي الطريقة المشهورة لمعاقبة الطفل، فيطلب منه الوقوف في الزاوية في غرفة الجلوس أو غرفته أو في المطبخ لمعاقبته على تصرّف سيء بدر منه.
والطفل يخضع لهذا العقاب من دون اعتراض فيقف في زاوية الغرفة، وجهه إلى الحائط وعيناه تدمعان للظلم الذي لحق به كما يظن.

هل عقاب الطفل بإيقافه في زاوية الغرفة مجدٍ؟
هذا الأسلوب في التربية يشكّل بكل تأكيد تطورًا ملحوظًا مقارنة بالعقاب الجسدي. ومع ذلك فإن اختصاصيي التربية أدركوا أن إستعمال هذا الأسلوب خبط عشواء، تحديدًا عندما يمارسه الأهل بشكل متكرر في كل المواقف التي تحتاج إلى تأديب، يفقده معناه.
ففي كل مرة تجد الأم أن طفلها يستحق العقاب، عليها بداية محاولة معرفة سبب تصرّفه السيء، وعندما تعرف السبب عندها تقرر ما إذا كان وقوفه في الزاوية هو العقاب الأمثل.
وعليها أن تتذكّر أن التأديب هدفه تعليم الطفل الفرق بين السلوك الجيد والسلوك السيئ.
ماذا إذا غضبت الأم من تصرف الطفل؟
عندها من الأفضل أن تبادر الأم بحسم الأمر قبل أن يسوء الموقف بشكل كلي. وذلك لتجنّب تزايد غضب الطفل فيصبح عارمًا وعامًا. وعليها أن تدرك أن هذه ليست اللحظة المناسبة للدخول في شجار أو تفسير الأمور وتبرير قرارها، بل يمكن الأم القول لطفلها بحزم وببساطة: «نحن فعلا بحاجة إلى وقت مستقطع "Time out"
ومن ثم تُجلسه بالقرب منها لمراقبته وللتأكد أنه في أمان. كما يمكنها العد حتى العشرة ومن ثم التحدث إليه عما حصل والشرح له لماذا اتخذت هذا الموقف بهذه الطريقة.
هذا إذا كان الطفل قادرًا على السيطرة على غضبه. ماذا عن الطفل الذي لا يمكنه ذلك؟
الطريقة المثلى إذا كان الطفل يشعر بتوتر شديد وإذا لم يكن في مقدوره السيطرة على تصرفاته، هي البقاء بقربه ومساعدته ليهدأ.
خلال توقفه عن اللعب على الأم أن تحاول التحدث معه عن مشاعرهما وعواطفهما والموقف القائم... فإبعاده عن المكان الموجودة هي فيه يشعره بأنه مهمل ومرفوض في الوقت الذي يكون في حاجة إلى والدته.
أما إذا كانت الأم مشوّشة ولا تستطيع السيطرة على رد فعلها، فربما هي في حاجة إلى الجلوس وحدها وبهدوء، على أن توفر لطفلها ما يشغله خلال هذه المدّة.
أما إذا كان الطفل يستطيع السيطرة على انفعالاته ومع ذلك يتصرّف في شكل سيء ويتعنت بموقفه، فربما معاقبته بالوقوف في الزاوية طريقة يمكن اعتمادها، فهذا يبعث إليه برسالة أن تصرّفه غير مقبول.
عندما تريدين معاقبة طفلك في الزاوية، تذكري هذه الأمور:
·      لا تشرعي في استعمال هذه الطريقة في العقاب قبل السنة الثانية من عمر طفلك.
·      بضع دقائق كافية لوضعه في الزاوية ليشعر بالعقاب. فالطفل لا يحب أن يكون مبعدًا فترة طويلة.
·      لا تستعملي هذه الطريقة بشكل مستمر.
·      لا تضعي الطفل أبدًا في مكان يخيفه مثلاً في غرفة لا ضوء فيها   
إذا أدركت أنك تعاقبين طفلك بوضعه في الزاوية في كل مرة يستفزك، فهذا مؤشر لوجود مشكلة. أعيدي النظر في كل المواقف الراهنة التي استعملت فيها هذه الطريقة لأجل العقاب أو لأجل الهدوء. وحاولي فهم السبب الذي يجعله يتصرف بشكل سيئ. كما عليك ان تفكري في استراتيجية ملائمة لإيقاف هذا السلوك لتكون حلاً جذريًا. ومن ثم استعدي لاستعمالها في المرة المقبلة حين يعود الموقف.
   
يمكنك أيضًا أن تسألي نفسك ما إذا كانت متطلباتك كثيرة أو بعض الأمور التي تربكك لا تنعكس سلبًا على علاقتك بطفلك، كما يمكنك التحدّث إلى أم أخرى لديها أبناء في مثل سن طفلك، أو إلى المسؤولة في الحضانة، ففي إمكانهما مساعدتك على تقويم الموقف.
إقرأ أيضًا
  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق