الخميس، 18 يوليو 2013

• الإسلام حضارة: نشأة فنون النسيج


اشتهرت مصر منذ أيام الفراعنة، أي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، بصناعة الكتان. ومنها كانت تصدر المنسوجات إلى العالم. وقد سمى العرب قبل الإسلام المنسوجات الكتانية القادمة من مصر بالقباطي، نسبة إلى أقباط مصر، أي المسيحيين. ومن بين ما أهدى المقوقس عظيم الأقباط في مصر إلى رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، عشرون ثوبًا من القباطي.

ومع دخول العصر الأموي (856-057 ميلادية) انتقل فن النسيج الإسلامي إلى مرحلة جديدة، وبدأت تظهر على المنسوجات أجزاء ومقاطع باللغة العربية، وأصبحت الأشرطة في هذه المنسوجات جزءًا أصيلاً وليس مضافًا بشريط إضافي كما كان قبل ذلك.
وقد اهتم الولاة المسلمون في مصر بصناعة النسيج، وأسسوا مصانع «الطراز» لصناعتها. وكلمة «طراز» نسبة إلى شريط الكتابة الذي ينسج على حافة القماش، والذي أصبح علامة على الأقمشة فيما بعد، ومميزًا لها.
وانتشرت مصانع (الطراز) في كل بلاد الإسلام، فقدمت أفخم أنواع النسيج، وبجانب مصانع الدولة للطراز، كانت هناك أيضًا مصانع أهلية منتجة للمنسوجات.
وقد أبدع الفنان المسلم وابتكر أشكالاً مختلفة للنسيج، وعثر في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة على قطعة من النسيج الكتاني مرسوم بها بالخيوط صورة فارسين أسفل كل منهما حيوان بحري.
ولم يقتصر الأمر على بعض الرسوم، فكانت الكتابات في منسوجات (الطراز) الثمينة أيام الدولة العباسية يذكر فيها اسم الخليفة، كاملاً أو مختصرًا، تسبقه البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) ويعقبه الدعاء له. وبعض الخلفاء كان يضع اسم أحد أفراد عائلته، وبعض أصحاب مصانع الطراز كانوا يضعون أسماءهم. وكانت كتابات الخلفاء والأمراء لأسمائهم على هذه الأقمشة تتم بخيوط الذهب والفضة.
 إقرأ أيضًا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق