الخميس، 25 أبريل 2013

• أخبر إبنك بأن الله يحبه



أخبر إبنك بأن الله يحبه.. هذا هو الذي يجب أن لا تتركه عزيزي الأب، في المقابل يجب أن لا نخوف الطفل من أن الله سيحرقه ويعاقبه، وكأنه ينتظر سقطته وعثرته. إن الترهيب غير مناسب للطفل إلا في حالات مخصوصة، والأجدى أن نربي الولد على حب الله جل وعلا؛ لكي تكون عبادته له متعة روحية وليست واجبًا يود الخلاص منه، ويكون بعده عن معاصي الله عن اقتناع وقبول.

لا يجوز للأب أن يتكئ على خط الخوف حتى يرعب الطفل بغير موجب بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه والنار وبشاعتها. إنما ينبغي - كما هو مقرر في المنهج الرباني في كتاب الله وسنة رسوله - المزاوجة الدائمة بين الرضا والغضب، والنعيم والعذاب. وينبغي كذلك أن نبدأ بالترغيب لا بالترهيب؛ حتى يتعلق قلب الطفل بالله من خيط الرجاء أولاً؛ فهو أحوج في صغره إلى الحب. ولا بأس أن يصل الترهيب نفس الطفل من طريق غير مباشر؛ كأن يقال له حين يقوم بعمل خير: إن الله - سبحانه وتعالى - سيحبه من أجل هذا العمل ويدخله الجنة. وأنه ليس كالأولاد الآخرين الذين يعملون السيئات، والذين سيعذبهم الله في النار.. فنكون قد ذكرنا له العذاب ولكن من طرف خفي، يحدث في نفسه الرهبة المطلوبة، ولكنها لا ترتبط بشخصه مباشرة فتفزعه في سنه الصغيرة بدون موجب تربوي.

الطفل الذي ينشأ على حب الله يتعود الطمأنينة، ويألف التوكل، ويبرئ قلبه من أمراض الحقد والحسد والضغينة. وفي الأثر أن داود عليه السلام دعا الله قائلاً: "إلهي، كنْ لابني كما كنت لي"، فأوحى الله تعالى له أن "يا داود: قل لابنك يكن لي كما كنت لي، أكون له كما كنت لك". أي علمه وعرفه طريق النور وأرشده إلى سبيل الرشاد أكن له أنيسًا وعونًا ومرشدًا. من هنا كان من أهم واجبات الأب المسؤول دلالة أبنائه على الله وتعريفهم به، وزرع محبته في قلوبهم.
ويجب أن تبدأ عزيزي الأب مع ولدك وهو صغير، فتبدأ وهو في الثالثة بتعليمه قصار السور وبعض الأناشيد الجميلة، وتشرح له بعض أسماء الله الحسنى بأسلوب بسيط، ويا حبذا لو جعلت هذا الشرح من خلال قصة ممتعة، تخبره أن الله هو الذي خلق له يدين وقدمين، وهو الذي خلق له أبًا وأمًا، وتعلمه الأدعية والآداب الإسلامية بيسر وبساطة، ولا ضرر في أن يحفظ الابن السورة من القرآن لا يدرك معناها، فالتجارب والواقع دللا بأن هذه الطريقة هي الأفضل في الحفظ، وأن ما ينقش في ذهن الصغير لا ينسى بسهولة؛ فالطفل في هذه السن يكون خالي الذهن قابلاً لما يضعه فيه مربيه.
ولقد شددت دراسة علمية أجريت في المملكة العربية السعودية على أهمية تحفيظ النشء كتاب الله في سن مبكرة؛ نظرًا لسهولة الحفظ في هذه السن، ولقدرة العقل على الاستيعاب السريع والاسترجاع. وأكدت الدراسة على أن حفظ القرآن له دور كبير في زيادة التحصيل العلمي والتفوق؛ حيث إن 70% من الطلاب الذين بدؤوا الحفظ في سن مبكرة متفوقون في دراستهم، ويحصلون على المراكز الأولى في المدارس والجامعات.
وإذا ما طرق ولدك باب السابعة - عزيزي الأب - أخذته في يمينك إلى المسجد، وبدأت في تنمية ميول القراءة لديه بشراء قصص تربوية وإسلامية، بالإضافة إلى أسطوانات الكمبيوتر وأشرطة الأناشيد، كل هذا داخل إطار من المرح والسعادة، وحينما يدخل ابنك سن العاشرة (وهي سن يتم فيها إعادة تشكيل بناء الطفل العقلي والتربوي، فنرى فيها ميلاً للأصدقاء ومحاولة خرق الانضباط والنظام الأسري)، فيجب أن نستثمر هذه المرحلة في زيادة الوعي الإيماني لدى الطفل بالخروج معه ومناقشته وتعريفه بعظمة الله وقدرته، وأن طاعتنا له لا تزيده كما أن معصيتنا له لا تضره، ونحن الذين في حاجة له ولرحمته وعطفه، ونحاول بهمة أن نوصل له أن أعظم معركة يمكن أن ينتصر فيها هي معركته مع الشيطان ونفسه الأمارة، وأعظم مكسب يمكن أن يحققه هو رضا الله عنه وراحة ضميره، كذلك يجب أن نوضح له بعض اللبس الذي قد يتبادر إلى ذهنه الصغير من أن فلانًا المؤمن مبتلى وآخر المذنب يرفل في النعمة بأن نبسط له فلسفة الابتلاء، ونعرفه بأن الله يبتلي بالخير كما يبتلي بالشر، وينعم بالشدة كما ينعم باليسر.
وأطمئنك عزيزي الأب بأن التعاليم التي زرعتها في ولدك في سنواته الأولى ستسهل عليك المراحل القادمة، وتجعل من مرحلة المراهقة والتي تشكل صداعًا في رأس معظم المربين أجمل سنين للتقارب بينك وبين ولدك.


تابعونا على الفيس بوك وتويتر

مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق