السبت، 13 أبريل 2013

• دور الأب في تربية ابنه المراهق



   تعتبر مرحلة المراهقة من أخطر المراحل في حياة الشباب والفتيات بسبب التفجر العاطفي والجسدي الهائل الذي يصاحبها، وبسبب التغيرات الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية التي يمرون بها.

  والمراهق في هذة المرحلة يكتنفه وتحيط به سلوكيات مضطربة ومتنافرة من العناد وحب الفضول وفوران الشهوة، واثبات الذات، والأنانية المفرطة واللامسؤوليه، ويختلف ذلك من مراهق لآخر بحسب قوة شخصيته وطريقة تربيته.  
  وينضم إلى التغير الذاتي من قبل المراهق وجود البيئة الخاصة والعامة من المدرسة والحي ومحيط الأسرة، فإن لها تأثيرًا بالغًا في اهتمامات المراهق وميوله وتوجيه سلوكه ونزعه للخير او للشر.
وهناك عنصر خطير له دور بارز في انحراف الشاب والفتاة وهو الفراغ، وعدم وجود ما يشغل المراهق فيما ينفعه.
  ويغلب على المراهق في هذه المرحلة الإندفاع نحو الشهوات وحب الدنيا، والإنشغال باللهو الباطل، وقلما يوجد مراهق ليس فيه هذاالسلوك.. وقد لوحظ أن كثيرًا ممن تورطوا في إدمان المخدرات والجرائم الجنائية والعلاقات المحرمة كانت أعمارهم ما بين سن الثامنة عشرة والأربع وعشرين سنة، وهذا ما يؤكد خطورة هذه المرحلة ووجوب اهتمام المسؤولين والمربين بها.
  والمتابع لحالات الأنحراف وقصص الضياع يجد بينها قاسمًا مشتركًا له دور كبير في انحراف الشاب والفتاة وهو غياب رقابة ولي الأمر عن متابعة المراهق وتوجيهه، وتوظيف طاقته فيما ينفع دينه ودنياه، وعزله وحمايته عن وسائل الشر وجنود الشيطان. 
وغياب ولي الأمر له صورتان:
1)    غياب حسي، كأن ينشأ المراهق في كنف أم أرملة توفي زوجها، أو أم مطلقة انفصل عنها زوجها، أو ينشأ يتيمًا فاقد الأبوين.
2)    غياب معنوي، وذلك أن يكون الأب منشغلاً عن أولاده ولا يلتفت إليهم أبدًا بل يترك الأم تتحمل أعباء التربية وحدها، ومن المعلوم أن الأم وحدها قد لا تتمكن من متابعة المراهق وتوجيهه بسبب زيادة حنانها وعطفها، مع التنويه أن هناك أمهات حباهن الله القدرة على التربية وتعويض دور رقابة الوالد وكان لهن دور عظيم في تربية أولادهن عند غياب الأب.
  تقع على الأب مسؤولية عظيمة في تربية المراهق وتوجيهه، وإن هذا السن يتطلب جهدًا مضاعفًا من المتابعة والصحبة والتوجيه والإرشاد والعقاب والثواب وغير ذلك من وسائل التربيه، ولا يعذر الأب في ترك هذه المسؤولية المهمة مهما كانت الأسباب إلا في ظروف طارئة ضرورية.
  إن مجرد وجود الأب في المنزل وشعور الإبن بالاهتمام يغير كثيرًا في سلوكه الى الأفضل، ويجعله يفكر دائما قبل الإقدام على أي عمل، ويجعله أيضا يحسن اختيار الأصدقاء؛ لأنه يدرك أن جميع تصرفاته مكشوفة لولي أمره لا يخفى منها شي، إن حضور الأب في حياة المراهق يجعله يشعر بقرب أبيه وسهولة الوصول إليه يرجع إليه في كل أمر أشكل عليه ويطلب مساعدته في كل عائق يعترض طريقه.
  إن المراهق له اهتمامات وتطلعات خاصة، ويواجه أحياًنا ضغوطًا ومشاكل في محيط المدرسة والحي والأسرة، وعلى الأب مراعاة ذلك، وحينما يفقد المراهق رقابة أبيه يضطر إلى الرجوع إلى غيره من أصدقاء السوء وأعداء الفضيله والمارقين من تجار الدين والسياسة الذين يستغلون حاجته وضعفه.
  ومن المهم أن نعلم أن انحراف المراهق في هذه المرحلة من أسهل الأمور، فهي ليست عملية معقدة تتبعها خطوات كثيرة، وإنما هي اندفاع آني في لحظة شيطانية تحت تأثير الأشرار وغياب الرقيب ثم السقوط في هاوية الرذيلة.
  أيها الأب الكريم إن أبناءك هم أغلى شي في الوجود وأعز ما لديك فلا تفرط فيهم لمجرد متعة عابرة أو دنيا فانية، فهم ذخرك وهم عزّ لك في الدنيا وشرف لك في الأخرة، فاشكر الله على هذه النعمة العظيمة.


إقرأ أيضًا
       داعب خيال ابنك وارتفع بطموحاته



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق