الأربعاء، 24 أبريل 2013

• قلل من تعلق ابنك بالشاشات: التلفزيون والكمبيوتر والبلاي ستيشن



التلفاز والكمبيوتر والبلاي ستيشن، من الأشياء التي يتعلق بها الطفل بشدة وتأخذ من وقته الشيء الكثير، ونراه يجلس أمامها كالمسحور تمامًا.. فما هي أضرار الأجهزة الإلكترونية كلها، وما هي المقترحات للتعامل معها.

نذكر في البداية بعض أضرار هذه الأجهزة ونجدها مقسمة، فمنها:
·      أضرار صحية مثل: السمنة، العصبية، ضعف النظر.
·      وأخرى نفسية مثل: الانسحاب والعزلة النفسية، والاكتئاب والقلق والانفصام واضطراب الشخصية وعدم التفاعل مع الأسرة والمجتمع، والكسل، وتقبل العنف واستخدامه في حل المشكلات التي تقابله، كما يعطل ملكات الإبداع، ويغيب حسه النقدي وقدرته على التفكير.
·      وأخلاقية مثل: تبنّي قيمًا سلبية، وإيقاظ الدوافع الجنسية مبكرًا، ومن ثم الانسياق وراء العلاقات المحرمة من حب وصداقة.
وهناك أصوات ترتفع في العالم اليوم تطالب بوضع ضوابط من قبل التربويين على برامج الفيديو والبلاي ستيشن، خاصة بعد حوادث العنف التي انتشرت بشدة بين فئة المراهقين ومن هم دون الثانية عشرة.

ولعل من الشواهد المريعة على خطورة تلك القضية ذلك الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء في شهر مارس من عام 2005 عن فتى في الـ 17 من عمره يقتل صبيًا يبلغ من العمر 14 عامًا مستخدمًا الفأس والسكين، وفي اعترافه قال بأن هذه الطريقة شاهدها كثيرًا في برامج البلاي ستيشن 2، وأنه كان مهووسًا بها.
وكان القاتل المراهق قد استدرج الضحية إلى أحد الأماكن غير المأهولة مقلدًا ما شاهده في اللعبة، وضربه بالفأس وقام بتقطيعه بالسكين في مشهد بشع قام بوصفه تفصيليًا أمام المحكمة.
ولأن أسلوب المنع أثبت فشله الذريع، وجب أن نضع شروطًا لتنظم عملية الجلوس أمام الشاشات، وخاصة أن الشاشات ليست شرًا خالصًا، فهي وسيلة لا بأس بها إن قننت في تنمية بعض المهارات في الطفل من خلال أشرطة الرسوم الهادفة التي تحتوي على قيم ومفاهيم طيبة، كذلك فإن بها من المتع ما يجعل الطفل في حالة من السعادة والمرح، حتى ألعاب الفيديو - التي نحذر منها دائمًا - بها شيء من الخير إن قننت كذلك؛ فقد أثبت دافني باتشيه من جامعة روشستر في نيويورك بأن مزاولة ألعاب الفيديو تساعد الطفل على التحليل البصري، وتمكنه من مراقبة معلومات مرئية معقدة بسهولة أكثر من الطفل الذي لا يزاول الألعاب.
وهذه بعض المقترحات التي تساعدنا في هذا الشأن:
1)   ضرورة وضوح الضوابط التي تحكم استخدام هذه المستجدات؛ أي أن تتحدث مع طفلك قبل شراء الجهاز عن الضوابط التي يجب أن يسير عليها ليُسمح له باستخدامه.
2)   نشترك مع أطفالنا في وضع هذه الضوابط، ونحاور، ونقنع، ونعلل، والطفل يستجيب أكثر إذا فهم وشعر بمشاركته في القرار.
3)   ضوابط الاستخدام يجب أن تشمل الوقت (عدد ساعات الاستخدام، متى يمكن استخدام الجهاز، هل يسمح باستخدامه أثناء الأسبوع أو في نهاية الأسبوع، قبل أداء الواجبات أو بعد...)، وتشمل أيضًا المحتوى؛ أي المضمون في اللعبة أو البرنامج أو الموقع، ويجب ألا نتهاون في صرف أطفالنا عن ألعاب العنف، أو تلك التي تحتوي على ما يخالف قيمنا ومعتقداتنا، وإقناعهم بذلك.
4)   لا بد من الحزم عند عدم الالتزام بتطبيق الضوابط، واتخاذ إجراء يمنع تكراره مستقبلاً؛ كالمنع من اللعب مدة يوم، وغير ذلك، وفي المقابل التشجيع عند الانضباط.
5)   لا بد من التدرج والمرونة، خاصة إذا كان الأمر في السابق متروكًا دون ضوابط.
6)   لا بد من استخدام المراقبة والمتابعة عن بعد، ودون أن يشعر الطفل بذلك؛ خاصة استخدام الانترنت.
7)   بالنسبة لألعاب الفيديو والبلاي ستيشن يجب الابتعاد عن الألعاب ذات التأثير السيىء كالتي تحتوي على مشاهد دموية، أو بها تشجيع على منكر كلعب القمار.
وبعد كل هذا يجب عليك عزيزي الأب أن توجد لولدك بدائل مناسبة يلجأ إليها وتجذبه بعيدًا عن مرأى الشاشات الساحرة، وهذه بعض الاقتراحات التي تساعدك في هذا الأمر:
·      لكل طفل اهتمام أو هواية خاصة، فاعمل على اكتشاف هذه الهواية ونمّها، وساعد الطفل كي ينجذب إليها أكثر، فإن كانت هوايته القراءة فاشترِ له القصص واصحبه إلى المكتبات، لو كان يهوى الرسم فاشترِ له الدفاتر والألوان، وإن كان يهوى السباحة فاشترك له في نادٍ واشترِ له لباس السباحة، وهكذا.
·      أنشئ مجلة أو صحيفة أسرية يتم تحريرها من قبل الطفل، وتوزع كل أسبوع على أفراد العائلة من أعمام وأخوال، يتم في هذه المجلة اختيار أفضل ما قرأه طفلك خلال الأسبوع من طرف وحكم ومعلومات.
·      شجعه على البحث، إذا ما سأل عن شيء - وما أكثر أسئلة الصغار - فلا تجبه مباشرة بل قل له: تعال لنرى ماذا يقول الكتاب، وابحثا سويًا أو دله على الكتاب ودعه يبحث إلى أن يجد مراده.
·      عوّد طفلك على كتابة مذكراته، وأحضر له دفترًا أو (أجندة) وعلمه كيف يكتب ما مر به طوال اليوم، فهذا يساعده على التفكير وإتقان ملكة الكتابة، كما يساعده على التنفيس عن مشاعره بطريقة إيجابية.
·      اخرجا سويًا، وحاول أن تصحبه في بعض زياراتك، وليكن لكما جلسات خاصة بعيدًا عن الناس.
هذه المقترحات وغيرها مما قد تهتدي أنت إليه عزيزي الأب تساعد كثيرًا في التخفيف من جلوس طفلك أمام التلفاز أو الكمبيوتر، وتحد من الأضرار المترتبة على ذلك.

إقرأ أيضًا
       لا تهملوا السنوات الأولى من تربية الطفل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق