السبت، 29 يونيو 2013

• الدمى الناطقة: أشهرها، تاريخها، نبذة عنها


   حين كنا صغارًا، كُنا نحبُّ الدُّمَى الناطقة. وكنا نشعرُ بالدَّهشةِ حين تتكلمُ الدمية التي يمسكُها الممثلُ، وتردُّ على أسئلتَهِ بلا خوفٍ أو تردُّدٍ! إنها صغيرة الحجم، لكنها دمية ذكية.

وحين كَبُرنا عرفنا أنَّ هذه الدُّمَى كانت مصنوعةً من الخشبِ والبلاستيكِ والقماشِ، وإنها ليست أشخاصًا حقيقيين، ولكن الممثلَ كان يضع يده خلفها، وكأنه يسندُها لتستطيعَ الجلوسَ، ثم يقوم بتحريكِ عينيها وفمِها ورموشِها ورأسِها، ويتكلمُ بدلا عنها، وهو يخفي فمه، ويغير صوته، فكأن الدمية هي التي تتحدثُ!
انتقلت مسرحياتُ الدُّمَى الناطقة من السيرك إلى التلفزيون، وكان من أشهر محرِّكي الدُّمَى في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ المذيعُ «إدجار بيرجن». كان هناك 30 مليون أمريكي يتابعونه وهو يتحدَّثُ إلى دميته «شارلي ماكارثي» في العام 1948م. 
بعد الدُّمية شارلي ماكارثي ظهرتْ دُمى أخرى، تتحدثُ أيضا بالطريقةِ نفسِها، إلى جمهور التلفزيون. أشهرُ هذه الدمى العمة «إيفي». لقد أنفق المذيع إدجار بيرجن 3000 دولار لكي يصنعَ هذه الدمية بإتقانٍ شديدٍ.  
بينوكيو
انتقلت الدُّمَى الناطقة من التلفزيون إلى السينما. وأشهر الدُّمَى في الأفلام «بينوكيو». كَتبَ هذه القصةَ الروائيُّ الإيطاليُّ كارلو كولودي سنة 1880م. تحكي القصة عن دميةٍ مصنوعةٍ من خشب الصنوبر لصبيٍّ اسمه «بينوكيو»، يصبحُ أنفُه طويلا إذا قال كلامًا كاذبا. في نهايةِ الحكاية يتعلمُ بينوكيو ألا يكذب أبدًا، ويصبح فتى حقيقيًّا. تُرجمت قصة بينوكيو لأكثر لغات العالم، ومنها اللغة العربية، وتحولت لعدة أفلام.إلجريللو
إلجريللو
تظهرُ شخصية الضفدع الناطق «إلجريللو» في حكاية «بينوكيو» أيضاً. إنه ضفدع يعيش في الريف، ويطلق صوته الشهير ليلاً. وحين يُسجنُ «بينوكيو» ينصحه «إلجريللو» بأن يذهب إلى المدرسة ليصبح طالبًا، أو أن يعمل في مهنة مناسبة، إذا أراد أن يكون مفيدًا للعالم.  حين يرفض بينوكيو، يجيبه الضفدع: «أنت مجرد دمية، رأسُها من الخشب». يغضب «بينوكيو» ويحاول أن يتخلص منه.
الجندولي
الجندول هو قارب صغير الحجم يتحرك في قناة نهرية أو جدول مياه صغير جدا. توجد هذه الجداول بكثرة في المدن المائية مثل مدينة «البندقية» الإيطالية «فينيسيا باللغة الإيطالية».
يقف الجندوليُّ في مقدمةِ القارب الصغير ليوجهه في القنواتِ المائيةِ أثناء الرحلات المائية. عادة ما يرتدي الجندولي سترة بيضاء، وقميصَ بحارةٍ ذا شرائط زرقاء وبيضاء. قبل 400 سنة كان هناك حوالي 10 آلاف جندول في فينسيا، لم يبق منها اليوم سوى 400 فقط!
الأسد
الأسد، هو ملكُ الغابة، وزعيم الحيوانات، وكثيرًا ما نراه بطلا لأفلام الأطفال، وآخرها سلسلة أفلام «مدغشقر».
 لكن هناك ملكًا إنجليزيا وصفوه بقلب الأسد، هو الملك ريتشارد الأول.
حكم ريتشارد قلب الأسد مملكة إنجلترا عشر سنوات «من سنة 1189م - 1199م)، وقد ألف عنه الإنجليز كثيرًا من الأساطير.
قاد الملك ريتشارد الأول حملة عسكرية شرسة ضد المسلمين في مدينة عكا الفلسطينية، ولكن القائد صلاح الدين الأيوبي قاومه، ومنعه بعد ذلك من دخول مدينة القدس؛ عاصمة فلسطين.
رجلُ الشوكولاته
دمية كان الإيطاليون يحتفلون بها في مهرجان جياندويا الديني في منطقة مشهورة بصناعة شوكولاته البندق، لذلك سميت الدمية جياندويا وأصبحت تعني الشوكولاته بالمكسرات والسكر، وأول من صنعها في العام 1806م هما الخبازان تورينو. إنها مثل «عروس المولد» التي كانت تصنع من السكر، في مصر.
اليوم، تُصنع دمية رجل الشوكولاته باستخدام حشو اللوز والشوكولاته السوداء والسكر والحليب.
المُقَنَّع
المُقَنَّع هو الشخصُ الذي يلبسُ قناعًا.
هناك الرجلُ الوطواط، الذي يلبس قناعا له أذنا وطواط. وهناك زورو، الفارس الذي يلبس قناعًا أسود يخفي وجهه. هذه الدمية اسمها باوتا، وتلبس قناع مدينة فينيسيا الإيطالية الشهير منذ القرن الثامن عشر. يعتبر هذا القناع تنكريا، أي يخفي شخصية صاحب القناع، ولأن هذا القناع له رباط، يسمى باللهجة الإيطالية باوتا ومعناها «رباط الحذاء».
البارون
معنى كلمة «البارون» الشخص الذي يمتلك إقطاعية، أي أرضا كبيرة المساحة، بها مزارع وقصور، وينتمي لعائلة أرستقراطية، أي عائلة من الآباء والأجداد الأثرياء. يُمنح الأشخاصُ هذا اللقبَ النبيلَ في الممالكِ الأوربية، وأصل الكلمة بارون الفرنسية، معناها: الفارس المحارب، أو الشخص الحر. دائمًا تظهر شخصية البارون في مسرح العرائس على خلاف مع الذين يعملون في مزارعه وقصوره.
المهرِّجُ الصامتُ الحزينُ
اسمُه بييرو. وهي شخصية تُحاولُ أن تجعَلنا نبتسمُ بتقديم حركاتٍ صامتةٍ، من دون كلام. أول مرة تظهر فيها تلك الشخصية كانت أواخر القرن السابع عشر بإيطاليا. إنه مهرِّجٌ حزينٌ، يحبُّ زهرة حمراء، له وجه مصبوغ باللون الأبيض، ويرتدي بلوزة فضفاضة بيضاء اللون أيضا. كما يظهر بقبعةٍ ذات شكل مخروطي (مثل القُمع). الآن يمكننا أن نرى مهرجين حقيقيين يؤدون دور هذه الدمية. إنهم موجودون في عالم السيرك، وفي أفلام السينما أيضا.
الفارسُ الشاعر الشجاع
هذه الدمية اسمها سيرانو، وهي مستوحاة من قصة حقيقية بطلها شاعر وفارس فرنسي شهير هو سيرانو دي برجراك. رغم شجاعته إلا أنه يخجلُ من أنفه الكبير، لأن أعداءه يسخرون منه بسبب ضخامة هذا الأنف. نتعلم في النهاية أن ضخامة الأنف ليست عيبا، لأن الصفات الطيبة الأخرى للإنسان، مثل كرمه، وطيبته، وشجاعته، تكون أكثر وضوحًا.
كما ظهرتْ دمى كثيرة ترتدي أزياءً مختلفة وتؤدي أدوارًا متنوِّعة.
باربي
من أشهر الدُّمَى التي تعرفُها بناتُ العالم اليوم الدّمية «باربي». إنها دمية لا تتحدث في الواقع، ولكنها تتحدث في الأفلام التي ظهرت بها بعد أن أصبحت نجمة سينمائية!
ظهرت باربي للمرة الأولى سنة 1958م، واخترعتها روث هاندلر وأخذت اسمها من اسم ابنتها باربارا. ظهرت «باربي» عارضة للأزياء، ولكنها أصبحت تدرس وتعمل في أكثر من مهنة. كما أصبح لها عائلة وأصدقاء.
لم تذهبْ الدمية باربي وحدها إلى السينما، بل ظهرت أفلام دمى أخرى، أشهرها وودي؛ الدمية المصنوعة من الخشبِ وترتدي زي رعاة البقر الأمريكيين، وظهرت معه مجموعة من الألعاب الأخرى لصاحبها آندي ديفز. بين هذه الألعاب «باز» الإنسان الآلي، ورأس البطاطس! إنهم أبطال سلسلة أفلام «حكاية لعبة» الذي ظهر الجزء الرابع منه. تمنيت أن أعرفكم على بقية الدمى الناطقة، ولكنكم الآن تستطيعون البحث عنها، وإضافة المزيد منها، في كتاب تؤلفونه أنتم!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق