كان أحد التجار يملك مجموعة من الحيوانات ومن
بينها الحمارالذي كان يعيش مرفهًا ولا يجعله صاحبه يعمل كثيرًا..
والثور الذي يعمل كثيرًا ويعاني منالإرهاق اليومي.. ولذلك فهو يحسد الحمار على
عيشة الراحة والعمل القليل والغذاءالوفير..
وفي ذات يوم قال الثور للحمار: أنا لا
أحسدك يا زميلي هنيئًا لك.. وأما عنحالي فانا تعبان من الحرث في الحقل.. والدوران
في الساقية.. وانا أريد أن أكون مثلكلا أعمل كثيرًا فبماذا تنصحني؟ فكر الحمار
قليلا وقال: عندما تخرج الى الحقل للعمل،حاول ان تتكاسل في مشيتك وعندما يضربونك تمادى
في الرقاد على الأرض ولا تقم..وعندما تعود إلى الحظيرة ويضعون لك الطعام لا
تأكل كأنك ضعيف وأنصحك أن تمتنع عنالأكل والشرب يومًا أو يومين أو ثلاثة فتستريح
من التعب. وبالفعل عمل الثور بما قالهالحمار ونجحت الخطة.. ولكن صاحب العمل أمر بأن
يقوم الحمار بالعمل الشاق الذي كانيقوم به الثور.. ولأول مرة يشعر الثور بالراحة
وقدم شكره للحمار.. وفي اليوم الثالثأصيب الحمار بسلخ في رقبته وأوجاع في أقدامه
التي صار يحركها بصعوبة شديدة، وبعدثلاثة أيام طلب من الثور أن يعود الى حالته
فيرجعه صاحبه إلى سابق عمله.. ولكنالثور ماطل وادعى عدم قدرته على العمل حاليًا..
ورجاه أن يمنحه شهرًا ليسترد قوته،فلما سمع الحمار كلام الثور عرف أنه قد خدعه واستغل
طيبته بل وافترض أنه ضعيفالذكاء وسمعته في الغباء على ألسنة الجميع..
وفي هذه الليلة ظل الحمار شاردًا ولمينم وقبل خروج جميع الحيوانات للعمل أيقظ
الحمار الثور وهو يتصنع الخوف عليه قائلاله: ألم تسمع ما حدث؟! أجاب الثور لا أعرف ماذا
تقصد ولماذا توقظني وأنا في إجازةمرضية من العمل!.. فقال له الحمار: تعرف أيها
الثور أنني ناصح لك: وقد سمعت صاحبناالتاجر يقول إن لم تتحسن صحة الثور أعطوه
للجزار ليذبحه ويعمل من جلده قطعًا.. وأناخائف عليك.. وقدنصحتك. فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال
في لهفة وخوف: الآنأنا شفيت وتحسنت حالتي ثم أخذ يصرخ بصوت عال:
أنا بصحة جيدة.. أنا لست مريضًا.. أريدالذهاب الى العمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق