الثلاثاء، 22 يناير 2013

• قصص الأطفال: مبارزة في الذكاء.. بين الحمار والثور




   كان أحد التجار يملك مجموعة من الحيوانات ومن بينها الحمار الذي كان يعيش مرفهًا ولا يجعله صاحبه يعمل كثيرًا.. والثور الذي يعمل كثيرًا ويعاني من الإرهاق اليومي.. ولذلك فهو يحسد الحمار على عيشة الراحة والعمل القليل والغذاء الوفير..

 وفي ذات يوم قال الثور للحمار: أنا لا أحسدك يا زميلي هنيئًا لك.. وأما عن حالي فانا تعبان من الحرث في الحقل.. والدوران في الساقية.. وانا أريد أن أكون مثلك لا أعمل كثيرًا فبماذا تنصحني؟ فكر الحمار قليلا وقال: عندما تخرج الى الحقل للعمل، حاول ان تتكاسل في مشيتك وعندما يضربونك تمادى في الرقاد على الأرض ولا تقم.. وعندما تعود إلى الحظيرة ويضعون لك الطعام لا تأكل كأنك ضعيف وأنصحك أن تمتنع عن الأكل والشرب يومًا أو يومين أو ثلاثة فتستريح من التعب. وبالفعل عمل الثور بما قاله الحمار ونجحت الخطة.. ولكن صاحب العمل أمر بأن يقوم الحمار بالعمل الشاق الذي كان يقوم به الثور.. ولأول مرة يشعر الثور بالراحة وقدم شكره للحمار.. وفي اليوم الثالث أصيب الحمار بسلخ في رقبته وأوجاع في أقدامه التي صار يحركها بصعوبة شديدة، وبعد ثلاثة أيام طلب من الثور أن يعود الى حالته فيرجعه صاحبه إلى سابق عمله.. ولكن الثور ماطل وادعى عدم قدرته على العمل حاليًا.. ورجاه أن يمنحه شهرًا ليسترد قوته، فلما سمع الحمار كلام الثور عرف أنه قد خدعه واستغل طيبته بل وافترض أنه ضعيف الذكاء وسمعته في الغباء على ألسنة الجميع.. وفي هذه الليلة ظل الحمار شاردًا ولم ينم وقبل خروج جميع الحيوانات للعمل أيقظ الحمار الثور وهو يتصنع الخوف عليه قائلا له: ألم تسمع ما حدث؟! أجاب الثور لا أعرف ماذا تقصد ولماذا توقظني وأنا في إجازة مرضية من العمل!.. فقال له الحمار: تعرف أيها الثور أنني ناصح لك: وقد سمعت صاحبنا التاجر يقول إن لم تتحسن صحة الثور أعطوه للجزار ليذبحه ويعمل من جلده قطعًا.. وأنا خائف عليك.. وقد نصحتك. فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في لهفة وخوف: الآن أنا شفيت وتحسنت حالتي ثم أخذ يصرخ بصوت عال: أنا بصحة جيدة.. أنا لست مريضًا.. أريد الذهاب الى العمل.


إقرأ أيضًا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق