جاءت أمٌ إلى
المرشد التربوي وقالت: "عندي
ولدان، الأول عمره ست سنوات والثاني تسع سنوات، وقد مللت من كثرة معاقبتهما، ولم
أجد فائدة من العقاب فماذا أفعل؟" قال لها: "هل جربت (أسلوب الاختيار
بالعقوبة)؟" قالت: "لا أعرف هذا الأسلوب فماذا تقصد؟"
قال لها: "قبل أن أشرح لك فكرته هناك قاعدة
مهمة في تقويم سلوك الأبناء لا بد أن نتفق عليها، وهي أن كل مرحلة عمرية لها
معاناتها في التأديب، وكلما كبر الطفل احتجنا لأساليب مختلفة في التعامل معه، ولكن
ستجدين أن (أسلوب الاختيار بالعقوبة) يصلح لجميع الأعمار، ونتائجه إيجابية، وقبل
أن نعمل بهذا الأسلوب لابد أن نتأكد إذا كان الطفل جاهلاً أم متعمدًا عند ارتكاب
الخطأ حتى يكون التأديب نافعًا، فلو كان جاهلاً أو ارتكب خطأ غير متعمد، ففي هذه
الحالة لا داعي للتأديب والعقوبة، وإنما يكفي أن ننبهه على خطئه، أما لو كرر الخطأ
أو ارتكب خطأ متعمدًا، ففي هذه الحالة يمكننا أن نؤدبه بأساليب كثيرة منها الحرمان
من الامتيازات، أو الغضب عليه من غير انتقام أو تشفٍ أو ضرب، كما يمكننا استخدام
(أسلوب الاختيار بالعقوبة )، وفكرة هذا الأسلوب أن نطلب منه الجلوس وحده فيفكر في
ثلاث عقوبات يقترحها علينا مثل (الحرمان من المصروف، أو عدم زيارة صديقه هذا
الأسبوع، أو أخذ الهاتف منه لمدة يوم)، ونحن نختار واحدة منها لينفذها على نفسه،
وفي حالة اختيار ثلاثة عقوبات لا تناسب الوالدين مثل (يذهب للنوم، أو يصمت لمدة
ساعة، أو يرتب غرفته)، ففي هذه الحالة نطلب منه اقتراح ثلاث عقوبات غيرها".
قالت معترضة: "ولكن قد تكون
العقوبات التي يقترحها لا تشفي غليلي". قال لها: "علينا أن نفرق بين
التأديب والتعذيب، فالهدف من التأديب هو تقويم السلوك، وهذا يحتاج إلى صبر ومتابعة
وحوار واستمرار في التوجيه، أما أن نصرخ في وجهه أو أن نضربه ضربًا شديدًا فهذا
(تعذيب وليس تأديبًا)، إننا عندما نعاقب أبناءنا فإننا –وللأسف- لا نعاقبهم بمستوى
الخطأ الذي ارتكبوه، وإنما نزيد عليهم في العقوبة لأنها ممزوجة بالغضب، وذلك بسبب
كثرة الضغوط علينا، فيكون أبناؤنا ضحية توترنا وعصبيتنا من الحياة، ولهذا نحن نندم
بعد عقابهم على تعجلنا أو عدم ضبط أعصابنا"، ثم قال للسائلة: "وأضيف أمرًا
مهما وهو أنك عندما تقولين لابنك اذهب واجلس لوحدك وفكر بثلاث عقوبات كي أختار أنا
واحدة منها لأنفذها عليك، فإن هذا الموقف هو تأديب في حد ذاته، لأن فيه حوارًا
نفسيًا بين الطفل وذاته، وهذا تصرف جيد لتقويم السلوك ومراجعة الخطأ الذي ارتُكب،
وهو وقفة تربوية مؤثرة".
قالت الأم: "والله فكرة ذكية سأجربها"، قال لها المرشد: "أنا جربتها شخصيًا ونفعت معي، وأعرف الكثير من الآباء والأمهات والمعلمين جربوها ونفعت معهم، لأن الطفل عندما يختار العقوبة وينفذها فإننا في هذه الحالة نجعل المعركة بين الطفل والخطأ، وليس بينه وبين الوالدين أو المعلمين، فنكون قد حافظنا على رابطة المحبة والاحترام، وكذلك نكون قد احترمنا شخصيته وحافظنا على إنسانيته، فلم نُحقِّره أو نهينه، ومن يتأمل تأديب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للمخطئين يجد أنه مع التأديب يحترمهم ويقدرهم، ولا يقبل بإهانتهم، فنظرة الاحترام للمخطئ باقية طالما أنه سار في برنامج التأديب".
ثم ذهبت الأمّ ورجعت بعد شهر فقالت للمرشد: "لقد نجح الأسلوب مع أبنائي وصارت عصبيتي معهم قليلة، وهم صاروا يختارون العقوبة وينفذونها، فأشكرك على هذه الفكرة، ولكن أريد أن أسألك كيف فكرت بهذه الطريقة التأديبية الرائعة"، فقال لها: "إني استفدت من الأسلوب القرآني في التأديب، فالله تعالى يعطي للمذنب أو للمخطئ ثلاثة خيارات مثل كفارة اليمين وغيرها من الكفارات، فإن الشريعة الإسلامية تعطي ثلاثة خيارات لمرتكب الخطأ وهذا أسلوب تأديبي راقٍ وجميل"، فقالت: "إذن هو اسلوب قرآني تربوي"، قال لها: "نعم إن القرآن والسنّة فيها أساليب تربوية عظيمة في تقويم السلوك البشري للصغار والكبار، لأن الله هو خالق النفوس، وهو أعلم بما يصلحها، وأساليب التأديب كثيرة، ومنها (أسلوب الاختيار بالعقوبة)"، فانصرفت وهي سعيدة في تقويم أبنائها وزيادة المحبة في بيتها.
قالت الأم: "والله فكرة ذكية سأجربها"، قال لها المرشد: "أنا جربتها شخصيًا ونفعت معي، وأعرف الكثير من الآباء والأمهات والمعلمين جربوها ونفعت معهم، لأن الطفل عندما يختار العقوبة وينفذها فإننا في هذه الحالة نجعل المعركة بين الطفل والخطأ، وليس بينه وبين الوالدين أو المعلمين، فنكون قد حافظنا على رابطة المحبة والاحترام، وكذلك نكون قد احترمنا شخصيته وحافظنا على إنسانيته، فلم نُحقِّره أو نهينه، ومن يتأمل تأديب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للمخطئين يجد أنه مع التأديب يحترمهم ويقدرهم، ولا يقبل بإهانتهم، فنظرة الاحترام للمخطئ باقية طالما أنه سار في برنامج التأديب".
ثم ذهبت الأمّ ورجعت بعد شهر فقالت للمرشد: "لقد نجح الأسلوب مع أبنائي وصارت عصبيتي معهم قليلة، وهم صاروا يختارون العقوبة وينفذونها، فأشكرك على هذه الفكرة، ولكن أريد أن أسألك كيف فكرت بهذه الطريقة التأديبية الرائعة"، فقال لها: "إني استفدت من الأسلوب القرآني في التأديب، فالله تعالى يعطي للمذنب أو للمخطئ ثلاثة خيارات مثل كفارة اليمين وغيرها من الكفارات، فإن الشريعة الإسلامية تعطي ثلاثة خيارات لمرتكب الخطأ وهذا أسلوب تأديبي راقٍ وجميل"، فقالت: "إذن هو اسلوب قرآني تربوي"، قال لها: "نعم إن القرآن والسنّة فيها أساليب تربوية عظيمة في تقويم السلوك البشري للصغار والكبار، لأن الله هو خالق النفوس، وهو أعلم بما يصلحها، وأساليب التأديب كثيرة، ومنها (أسلوب الاختيار بالعقوبة)"، فانصرفت وهي سعيدة في تقويم أبنائها وزيادة المحبة في بيتها.
تابعونا على
الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب
والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص
للأطفال
إقرأ
أيضًا
للمزيد
حدوثة
قبل النوم قصص للأطفال
كيف
تذاكر وتنجح وتتفوق
قصص
قصيرة معبرة
معالجة
المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
قصص
قصيرة مؤثرة
مراهقون:
مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
تربية
الأبناء والطلاب
مواضيع
حول
التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضًا
وأيضًا
سلام استاذ علي كيفك عساك بخير
ردحذفما اروع مقالاتك انني اتابعها دوما جزاك الله كل خير
سم
محمد دخل الله
ردحذفحين علمت بهذا المقال تشوقت لقراءته؛ وبصراحة انه اسلوب واقعي قابل للتطبيق وبنفس الوقت يعطي الطفل حقا من حقوقه ويحميه من عصبية الاهل ويجعله يعترف بخطئه انه اسلوب راق يبتعد عن النظريات الفلسفيه فخير ما نستمد منه امور حياتنا هو القرأن الكريم
ردحذففبارك الله جهودكا يا موجهنا جميعا
شكرا على هذا الموضوع المفيد
ردحذف