الأحد، 9 ديسمبر 2012

قصص الأطفال: الحصان أم الحمار؟



         ذهبت سارة برفقة والديها وأخيها سامي إلى المنتزه الكبير حيث الألعاب الكثيرة والمختلفة التي يعمل بعضها بالكهرباء والبعض الآخر بتزويده بقطع النقود المعدنية. وقبل أن يقرروا إلى أي جهة في المنتزه يسيرون، رغبوا في جولة سريعة يقطعونها بالعربات التي يجرها الحصان أو الحمار.

          لمحت سارة عربة الحصان الواقفة فجرت هاتفة: أنا سأركب عربة الحصان مع أبي.
          ولحقها سامي محتجا: بل تركبان عربة الحمار وأنا وأمي سنركب عربة الحصان، أليس كذلك يا أمي؟
          واعترضت سارة: أنا رأيت عربة الحصان أولا أليس كذلك يا أبي؟
          وهتف سامي من جديد: عربة الحصان للأولاد أما البنات فليس لهن سوى عربة الحمار!
          كان الأبوان يستمعان دون أن ينطقا بشيء، حتى انتهى الشجار بين سارة وسامي بمد أيديهما نحو الأب يطلبان نقودًا للصعود للعربة، دون أن يغيرا رأيهما عمَنَ سيركب عربة الحصان.
          وقال الأب: أنتما الاثنين ستركبان عربة الحصان أما أنا وأمكما فسنركب عربة الحمار..
          شعر سامي وسارة بالارتياح لحل المشكلة بينهما وناولا الرجل المنتظر عند عربة الحصان النقود، وساعدهما على الصعود.
          انطلقت عربة الحصان بسرعة تدور المنتزه الكبير، أما الأبوان فقد صعدا عربة الحمار وسارت بهما بطيئة، ضحك سامي وسارة ولوحا لأبويهما وهما ينظران خلفهما وعلقت سارة: عربة الحصان سريعة كالصاروخ وعربة الحمار بطيئة كالسلحفاة!
          وعلق سامي: لو كنت في عربة الحمار الآن لشعرت بالخجل، أسرع أيها الحصان فلن يلحق بك الحمار البطيء قبل وقت طويل..
          عادت عربة الحصان بسارة وسامي الى نقطة البداية عند بوابة المنتزه فنزلا وهما يشعران بالفخر والسعادة ومضى وقت قبل أن تظهر عربة الحمار وهي تصل إلى نقطة البداية، استغرق سامي وسارة في الضحك وهما يشيران إلى والديهما بعربة الحمار لكن الأبوين لوّحا لهما بوردة بيضاء وأخرى حمراء مما أثار دهشتهما.
          وسألت سارة : هل توقفتما لشراء الزهور؟!
          وأجابت الأم والأب يساعدها على النزول من عربة الحمار: كان هناك مهرجان للزهور قرب نافورة المنتزه ألم تريا ذلك؟ لقد ألقوا إلينا بالزهور وتمكنا من التقاطها لأن عربة الحمار كانت بطيئة.
          وقال الأب: لا تقولا إنكما لم تريا الكراسي والطاولات التي رصت عليها الأوراق حيث بعد ساعة ستعقد مسابقة الرسم للأطفال؟
          وأجاب سامي وسارة بصوت واحد: لم نر ذلك!
          قالت الأم: يا للأسف ظننا أنكما رأيتما ذلك وفكرنا أنكما سترغبان في المشاركة. وقال الأب: يبدو أن عربة الحصان كانت سريعة فلم يتمكنا من رؤية ذلك..
          قالت الأم: كانت السيدة التي تبيع القبعات لطيفة حيث أشرت إليها أن تحجز لي القبعة البنفسجية فوافقت وسنذهب الآن لدفع ثمنها.
          وقال الأب : ذلك الرجل الذي كان يعزف على العود سيكون آخر من سنتوجه إليه في المنتزه حتى نحظى بأمسية جميلة، وأنتما سارة وسامي أي جهة من المنتزه أعجبتكما وترغبان في أن نزورها أولا؟
          طأطأ سامي برأسه وتلفتت سارة حولها ولم يجيبا بشيء،
          علقت الأم: يبدو أن ولدينا كانا مشغولين بسرعة عربة الحصان والضحك علينا لأننا ركبنا عربة الحمار البطيئة!
          وقال الأب : لقد كنا محظوظين إذ رأينا كل ذلك، وكانت نزهة ممتعة.. ليست الأشياء سيئة دائما!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق