يمثل القلق والتوتر النفسي المرتبة
الأولى بين الأمراض المنتشرة في هذا العصر، والقلق
نوع من المشاعر الإنسانية الأساسية مثل الفرح والحزن والخوف، وهو الشعور بالتوتر والترقب والإحساس بالخطر وعدم الاطمئنان،
والقلق يُحضر الإنسان
لمواجهة الحياة اليومية ويجعله مستعدًا
بشكل أفضل للابتعاد عن المخاطر وإتقان تصرفاته وأعماله
المتنوعة، والحياة اليومية تواجهنا بمواقف تتطلب الجهد.
وتكمن المشكلة في زيادة كمية القلق
واستمراره لفترات طويلة، وهنا يعتبر مرضًا لأنه يعطل
الإنسان ويرهقه، ويوصف العصر الحديث الذى نعيش فيه بعصر القلق لأنه يتصف بالتغيرات السريعة والمفاجئة، وفيه أزمات اجتماعية
واقتصادية متنوعة وتوصلت إحدى الدراسات إلى أن التوتر هو إحدى المشكلات التي
تؤثر على حياتنا اليومية، وعلى الإنسان المعاصر أن يتكيف مع المتغيرات المحيطة به.
ويوجد نوعان من القلق:
·
قلق طبيعي: مثل القلق من المجهول، وقلق الطالب أيام الامتحانات وعند
ظهور النتيجة، والقلق عند حدوث المقابلات الشخصية المتعلقة بالعمل.
·
قلق مرضي: مثل القلق من مرض معين وهذا النوع من القلق يحتاج الذهاب إلى الطبيب.
وهناك مجموعة من الاضطرابات النفسية
تسمى اضطرابات القلق (generalized) أو نوبات القلق الحاد (panic disorder) أو
الوسواس القهرى (obsessive
compulsive disorder) مثل
الخوف من الأماكن المفتوحة والخوف من الحيوانات والمرتفعات والأماكن
المغلقة والطائرات، هذه الاضطرابات منتشرة ولا تسبب اضطرابًا شديدًا مثل الشك
وانفصام الشخصية.
وهناك ما يعرف بالشخصية القلقة التي
تخاف من النقد كما أنها حساسة وتبتعد عن أي تجديد
وتكون خجولة وهادئة.
اضطراب القلق العام
يعتبر القلق العام منتشرًا وهو يصيب
الذكور والإناث بنسب متشابهة ويصاحبه الشعور
بالترقب والخوف وانشغال الذهن بأمور متعددة ويصعب السيطرة على هذا الشعور، ومن أعراضه:
·
الإحساس بالتوتر وعدم الراحة.
·
التوتر العضلي.
·
صعوبة في التركيز.
·
صعوبة في النوم.
وهناك نوع آخر من الاضطراب وهو اضطراب
الخوف ويكون منتشرًا أكثر بين النساء، ومن أعراضه:
·
صعوبة في التنفس.
·
ألم فى الصدر.
·
الغثيان.
·
ازدياد التعرق.
·
الرجفة.
ونوبات الخوف يمكن أن تتكرر في اليوم
أكثر من مرة، والقلق العام أشد من اضطرابات الخوف.
هناك بعض الاضطرابات النفسية المرافقة
للقلق مثل الاكتئاب بمختلف
أنواعه وتزايد الاضطرابات الجسمية
النفسية، ويمكن للقلق أن يتم تعلمه من الآخرين أو من البيئة المحيطة
حيث يعلم الآباء والأمهات القلق لأطفالهم، وكذلك تلعب العوامل الاجتماعية والتربوية دورًا مهمًا في ازدياد الشعور بالمخاطر
وعدم الأمان من خلال
الكوارث والحروب والمشكلات الاقتصادية
والاجتماعية.
علاج القلق والتوتر النفسي
هناك عدد من الأساليب المفيدة في علاج
القلق النفسي بمختلف أشكاله، ومنها:
·
العلاج الدوائي، وهو مفيد إلا أنه يستمر لعدة أشهر.
·
العلاج النفسي، و يعتمد على عدد من الأساليب السلوكية المفيدة
مثل التحكم بالتنفس العميق بدلاً من السريع، وأيضًا من خلال الدعم
النفسي والاستقلالية
وتحقيق الشخصية وبحث العقد والذكريات
المؤلمة من خلال التحليل النفسي للمريض.
·
التدليك والرياضة بمختلف أنواعها والموسيقى وتناول الأعشاب.
ومرض القلق النفسي شائع وله عدة أشكال
ويؤدي إلى المعاناة والألم
النفسي وعدم الاستمتاع بالحياة اليومية،
كما أنه يستهلك طاقة الإنسان النفسية والفكرية الداخلية
ويجعله أقل فاعلية وأقل إنتاجًا، ولابد من تضافر الجهود الطبية والتربوية والاجتماعية والإعلامية لدراسة وإيجاد أفضل الطرق
العلاجية بما يخدم
مجتمعاتنا.
إقرأ أيضًا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق