الخميس، 13 ديسمبر 2012

• تساؤلات محرجة يطرحها الطفل الصغير



          لأنه يكبر يوما بعد يوم، ويتلمس بأنامله الرقيقة طريق المعرفة، فلابد له أن يسأل منتظرًا جوابًا شافيًا عن تساؤلاته الصعبة!، لذلك وجب علينا احتضان أطفالنا، وكلما تكررت تساؤلات الطفل وتشابهت، كان علينا احتضانه أكثر واحترام رغبته في المعرفة، لذا وجب علينا أن نعرف كيف سيسأل أطفالنا، وكيف سنجيب عن تساؤلاتهم.

البداية: لماذا؟
          منذ أن يبدأ الطفل في اكتساب مهارات اللغة والكلام، وهو لا يجد أسهل من التساؤل عما حوله بـ «لماذا»؟ فهي كلمة قصيرة لن تكلفه عناء البحث عن كلمات في تلك السن الصغيرة، ولن يعي الطفل بشكل كامل وقتها أنه يثير تساؤلاً من أي نوع، فهو فقط يكرر الكلمة التي يراها تجذب اهتمام من هم أكبر منه وتثير محاولاتهم للرد عليه، وكثيرًا ما نجده مبتهجًا كلما أحس بثقل تساؤلاته علينا، وتفكيرنا ولو لوهلة قد تطول قبل الرد عليه، إن (لماذا؟) عنده تتحول إلى وسيلة لجذب الاهتمام إليه، ولا يعنيه كثيرًا الحصول على جواب بعدها، لذا فهو يكرر دوما لماذا؟ لماذا؟ ومن الخطأ أن ينصرف اهتمام الوالدين في البحث عن طريقة يمكنهم بها منعه من ذلك، وكلما كبر الطفل تتحسن قدراته اللغوية أكثر، فيدرك أن (لماذا؟) هي وسيلته للتساؤل بحثًا عن توضيح، كما قد يستخدمها أيضا في إظهار نوع من التمرد والغضب غالبًا ما يكون مصحوبًا بالصراخ العالي والبكاء، لذا فمن الخطأ أيضا أن ينال في كل مرة جوابًا من نوع (هي كذلك) أو (لأني قلت ذلك) أو (لا أعرف)، ومن أجل تعليم الطفل كيف يكون أكثر تفكيرًا بنفسه في تساؤلاته، علينا أن نبدأ بنقل التحدي إليه، ففي كل مرة يسأل (لماذا؟) علينا الرد (بماذا تعتقد؟) أو (ما رأيك أنت؟)، فذلك يخلق لديه الدافع للتفكير الذي يقوده في أحيان كثيرة إلى تفسير.

          
إننا بذلك نخلصه تدريجيًا من أن يكون تساؤله المباشر بلماذا؟، وإنما تكون خطوته الأولى هي التفكير بنفسه ومحاولة الحصول على جواب. إن ذلك سيجعل الطفل نفسه يشعر بقدرته الخاصة على حل الألغاز والتساؤلات، والتعود على استخدام عقله دون الاعتماد على تلقي الإجابات من الآخرين، كذلك سوف يزيد ذلك من مساحة الحوار والود بين الوالدين وطفلهما، ومن تساؤل إلى تساؤل ستبدأ المناقشة بينهم للحصول على تفسير.
كيف جئت إلى الحياة؟
          إنه التساؤل الصعب من جملة تساؤلاته التي ستشعر الوالدين بالضيق، فأطفالنا ينمون بسرعة يوما بعد يوم ليصبحوا أكثر ذكاء وشجاعة في الاندماج بالحياة والاحتكاك بها، وسوف يجيء الوقت حتما الذي سيطرح فيه الطفل مثل تلك التساؤلات الشائعة المليئة بالإحراج، لذا على الوالدين استخدام اللغة اليسرة المناسبة لفئته العمرية للإجابة عن تساؤلاته، فإذا كان طفلك في مرحلته السنية المبكرة فربما يكفيه الحديث عن بيضة صغيرة نمت في مكان داخل جسم الأم لتصبح في النهاية رضيعًا، أما إذا كان طفلك أكبر عمرًا (ست أو سبع سنوات على الأكثر) فقد يقتنع بأن زواج الرجل من المرأة، والحياة معًا في منزل واحد سوف يؤدي بالضرورة إلى وجود الرضيع، أما الأكبر سنا من ذلك فيمكن الحديث معه ببعض البساطة عن العملية البيولوجية للولادة وكيف ينمو الرضيع في رحم الأم بلغة يستطيع استيعابها، كذلك يجب تجنب الأخطاء الشائعة مثل الحديث عن خروج الطفل فجأة من البطن، فسوف يقلق طفلك ذلك، خاصة الإناث منهم اللاتي سيساورهن شك من أن يصحوا يوما ليجدن أنفسهن أمهات بتلك السرعة العجيبة! وفي كل الأحوال لابد أن تكون ملامحك أثناء الحديث جادة ومعبرة، وأن تحافظي على نظرتك الحانية مباشرة داخل عينيه لكي تنتقل إليه أهمية ذلك الحديث.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق