الجمعة، 17 مايو 2013

• لماذا ننسى ما نذاكره ونحفظه؟


   كثيرًا ما يدرس الطالب ويقضي الوقت الطويل في حفظ دروسه ومذاكرتها، ثم يتفاجأ يوم الامتحان بأنه ينسى كل شيء، فلماذا ينسى الطالب؟ وما هو النسيان، وهل من طريقة للحفظ  تؤدي إلى ترسيخ المعلومات وعدم نسيانها؟

ما هو النسيان؟
النسيان هو خلل أداء وظيفة الذاكرة، وللذاكرة أنواع تُقَسَّم حسب عمق الانطباع ومدة التخزين:
الذاكرة الحسية
 فالانطباع الأول عن المعلومة دون إدراكها إدراكًا تامًا هو ما يُعرف بالذاكرة الحسية؛ وهو الانطباع الذي يتجاوز أجهزة الحس ويمر على الذاكرة بمدة تقل عن ثانية واحدة، كأن يقابلك شخص فتسأله عن اسمه فيخبرك، ولكنك لا تركز انتباهك على الاسم، فهو يمر على الذاكرة ولكنك لا تختزنه فيها، وحين ينتهي الشخص من ذكر اسمه تحاول تذكره، فتبحث عنه في ذاكرتك فلا تجده، وكأنه دخل من أذن وخرج من الأخرى كما يقولون.
الذاكرة قصيرة المدى
أما النوع الثاني فهو الذاكرة قصيرة المدى، وفيه يركِّز الشخص انتباهه على المعلومة فيدركها ويحولها إلى معانٍ يمكن حفظها في الذاكرة، وهذه تظل في الذاكرة إلى فترات قصيرة تصل إلى أيام أو أسابيع، ويندرج في هذا النوع المذاكرة المتعجلة قبل الامتحان والتي تقتصر على حفظ المعلومة في الذاكرة دون إعمال العقل بها، فينسى الطالب المعلومة بمجرد انتهاء الامتحان.
الذاكرة طويلة الأمد
أما النوع الثالث فهو الذاكرة طويلة الأمد، وهي المعلومات التي تم إدراكها وفهمها فهمًا كاملاً، وأعيد تصنيفها وترتيبها في أماكن خاصة بالذاكرة، وتم ربطها بأشياء لا يمكن للشخص أن ينساها، كأن يخبرك شخص باسمه فتركز انتباهك لتحفظه وتربط بين اسمه واسم عمِّك مثلاً، فهذا التصنيف يثبت المعلومة.
عوامل مساعدة لترسيخ المعلومة في الذاكرة طويلة الأمد
·      الانتباه الكامل للمعلومة وفهمها جيدًا.
·      توجيه كل طاقات اليقظة العقلية إلى المعلومة ليسهل إدراكها واستيعاب معناها.
·      ربط المعلومة بخبرتك السابقة، مثل ربط تاريخ حدوث معركة تاريخية بتاريخ ميلاد أحد أقربائك.
·      تصنيف الحدث ليسهل الرجوع إليها عند اللزوم ويسهل استدعاؤه، فإذا أردت أن تخزن حدثًا معينًا قل لنفسك هذا الحدث رياضي أو ثقافي أو فني.
·      ربط الحدث بقصة أو بصورة، فكلاهما يُسهّل تخزين المعلومة، كما يُسهِّل استدعاءها، فإذا أردت أن تخزن في ذاكرتك مثلاً حادثة اغتيال ولي عهد النمسا (السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الأولى)، حاول بعد أن تقرأ الحادثة في الكتاب أن تتخيل الأحداث وكأنها شريط سينمائي، فنحن مازلنا نذكر تفاصيل حوار دار في فيلم سينمائي شاهدناه منذ سنوات لأن هذا الحوار مرتبط في ذاكرتنا بالصورة ومتسلسل في أسلوب القصة.
·      حاول أن تحب الحدث الذي تنوي تخزينه، فنوع الانفعال المصاحب للمعلومة يؤثر في مدى قدرة الشخص على تذكرها، فنحن حين نحب شيئًا ما يسهل علينا تذكره، فلا يمكن أن ننسى مواقف التكريم ولحظات الثناء التي قضيناها، بينما ننسى الخبرات المؤلمة ولا نحاول تذكرها، وكم من مرة كرهنا مدرسًا فلم نخرج من دروسه بشيء، وكم أحببنا مدرسًا آخر فاستوعبنا وتذكرنا كل ما يقوله، والسبب في ذلك هو المشاعر المرتبطة بالمعلومة أو بالحدث.
 إقرأ أيضًا



هناك تعليق واحد: