الأربعاء، 1 مايو 2013

• إحترم مشاعر ابنك

عندما يصرخ ولدك لأن لعبته كسرت، أو تبكي ابنتك لأنها فقدت دميتها، يجب أن تتقبل مشاعرهما الحزينة ولا تُسَفِّهْ من مقدار ما يعانونه. فبالنسبة لهم ضاع وتحطم ترياق السعادة الذي يجعلهم هانئين، يجب عليك حين ترى أحدهم حزينًا أن تتقبل حزنه وتتفهم مشاعره بل وتحترمها.

 كذلك ربما يغضب ابنك إذا طالبته أن يترك لعبته ويخلد للنوم؛ لأن موعد نومه قد حان أو تنتزعه من أمام فيلم الكرتون المفضل لديه ليشتري لك طلبًا ضروريًا، هنا أيضًا يجب أن تفهمه أنك فاهم سر غضبه ومقدر مشاعره، ولا بأس في أن تقول له: أنا أعلم أن هذا يحزنك، ولكن تعلم أني أعتمد عليك في هذا الشيء، أو تقول: أنا كذلك لا أحب أن أترك برنامجي المفضل أو مشاهدة مباراة، ولكن هناك أشياء هامة يجب أن نضحي من أجلها.
فقط مجرد تقبلك لمشاعره حتى وإن لم يكن له مرود إيجابي مباشر من الطفل يجعله يتقبل مشاعره ويتعامل معها بهدوء ويرشدها كذلك.
"إن تجارب الأمم ومشاهدات الأحداث تثبت أن البشر – كبارًا أو صغارًا – هم كائنات عاطفية من المقام الأول، والجانب العقلاني فيهم أضعف مما نظن، لذا فإن معظم الناس توجههم عواطفهم في معظم شؤونهم.. والأطفال مشاعرهم كاملة وتجاربهم وعقولهم محدودة، ولهذا السبب فإن المسائل العاطفية تكون شديدة التأثير فيهم".
وقد ذكر علماء النفس أن الإنسان لديه ثمانية انفعالات رئيسية، ستة منها سلبية وهي: (الغضب، الخوف، الحزن، الدهشة، الاشمئزاز، الخزي والعار)، وانفعالان إيجابيان وهما: (السرور والحب)، هذه الانفعالات (السلبية والإيجابية) إذا استطاع الإنسان توظيفها توظيفًا صحيحًا عادت بآثار طيبة على حياته.
فالغضب محمود عندما تنتهك حقوقنا وإلا أصبح الإنسان بليدًا، والخوف مطلوب عند التعرض للخطر وإلا زهقت الأرواح بلا مبالاة، والحزن فرصة طيبة لمراجعة النفس ومعاودة ترتيب أفكارنا، والدهشة تدفعنا للتساؤل والاكتشاف، والاشمئزاز هو الشعور الأمثل لمقابلة الفطر المنتكسة والنفور منها، والخزي والعار على ما فيه هو الذي يدفعنا إلى الهروب بسرعة من الفعل الشائن والعودة إلى أرض الصلاح، والإصرار على عدم العودة إلى الشيء السيئ المشين.
كل هذه المشاعر يجب أن نرشّدها لدى أنفسنا وكذلك في طفلنا حتى لا يصاب بهمجية المشاعر، فنراه سعيدًا في مواطن الحزن ومكتئبًا في موضع الحبور والفرح.
وهذا يتأتى أولاً بأن نفهم مشاعره، وثانياً بأن نشرح له مشاعره.
إن غلاظ القلوب وبليدي المشاعر كانوا نتاج تربية لم تسمح لهم بتفهم انفعالاتهم ومشاعرهم، ولهذا كان من الأهمية تفهم مشاعر ابنك واحترامها وترشيدها.
 إقرأ أيضًا
       دب عبدالله علاج للخجل عند الأطفال




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق