الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

قصص الأطفال: أحمد كثيرُ النسيانِ


    
          ذات يوم نادت السيدة سلمى ابنها أحمد وقالت له:
          - سأخرج الآن لشراءِ بعض الحاجيات يا أحمد، وعليك أثناء غيابي أن تهتمَ بأربعةِ أشياءٍ.
          قال أحمدُ وهو يخرج من جيبِهِ مفكرةً صغيرةً:
          - قولي وسأكتب في المفكرةِ كل ما تريدين أن أفعله لكي لا أنسى شيئًا.

          قالت الأم:

          - لقد صنعت كعكةً ولكنها لم تبرد بعد، فما عليك حين تبرد، إلا أن تضعها في الطبقِ الذي وضعته على المائدةِ.
          وكتب أحمد في مفكرتِهِ هذه العبارةً: لا تنسَ الكعكةَ.
          وقالت الأمُ:
          - إياك أن تترك القطةَ جائعةً. إذا رأيتها تعود إلى البيتِ، ضع لها السمكةَ المحفوظةَ في الثلاجةِ في الطبق.
          وتابعت الأم قائلةً:
          بعد قليل سيحضر صبي الساعاتي، فأعطه ساعةَ المطبخِ لكي يصلحها.
          وكتب أحمد في مفكرتِهِ: إبعاد الساعة عن البيتِ.
          وقالت الأم: أما آخر شيء أريد أن تفعله، فهو أن ترمي تفل الشاي في صندوق القمامةِ.
          وكتب أحمد في مفكرتِهِ: تفل الشاي.
          وخرجت السيدةُ سلمى وجلسَ أحمد أمام التلفزيون يشاهدُ بعضَ البرامجِ. ثم أخرجَ المفكرةَ من جيبِهِ وقرأ العبارةَ الأولى «لا تنس الكعكةَ» وقال لنفسِهِ: لقد نسيت ماذا تريد مني أمي أن أفعل بالكعكةِ.
          وسمع طرقًا على البابِ، فذهب ليرى من الطارق، فكان صبي الساعاتي وليد الذي قال:
          - آه... الكعكة... إنك ولدٌ طيبٌ.
          وأعطى أحمد الكعكةَ لصبي الساعاتي. ونظر أحمد في مفكرتِهِ ليعرفَ مهمتَه الثانية فقرأ. «ضع السمكة في الطبق». ورأى طبقًا فارغًا موضوعًا على المائدةِ، فوضع السمكةَ فيه. وعاد ينظرُ إلى العبارةِ التاليةِ في المفكرةِ فقرأ: إبعاد الساعة عن البيتِ. وبحث عن الساعةِ فوجدها على طاولةٍ صغيرةٍ عند البابِ فقال لنفسه:
          - لابد أن أمي كانت تريد أن أضعها في صندوق القمامةِ.
          وبعد أن وضعَ الساعةَ في صندوقِ القمامةِ رأى القطةَ تقتربُ منه وتتمسح به. فتذكر أن أمه ذكرت له شيئًا عن القطةِ، وعاد إلى مفكرتِهِ فقرأ: «تفل الشاي»، فقامَ على الفورِ ووضع تفلَ الشاي للقطةِ ولكنها لم تأكله.
          وجاءت السيدة سلمى من السوق ومعها بعض الأغراضِ فكانت المفاجأةَ التي تنتظرها في الدارِ مضحكةً.
          إذ رفعت الغطاءَ عن طبق الكعكةِ فرأت سمكةَ القطةَ.
          ولم تلبث الأمور كلها أن انكشفت أمامها، وخرج أحمد من الدارِ حزينًا ولكن أمه طلبت منه أن يعود قائلةً له:
          إنها غلطتي أنا. كان يجب أن أتوقع كل هذا الذي حدث فأتجنبه.


إقرأ أيضًا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق