كثيرون منكم يستخدم الهاتف المحمول أو
الهاتف النقَّال أو الخلوي أو الجوَّال، الذي يعتمد على الاتصال اللاسلكي. وما بين ظهور الهاتف العادي أو الهاتف
الأرضي كما يسمى أحيانًا، وظهور الهاتف المحمول، مرت حوالي مائة سنة.
ففي 2 حزيران من عام 1875 ظهر الهاتف
لأوَّل مرة على يد المخترع الكسندر غراهام بيل، بعد أن أجرى تجارب عديدة لنقل الصوت بشكل فوري
بين مكانين متصلين بخط هاتف، وآلة اتصال مع كل طرف يتصل بالطرف الآخر.
لقد تمكن بيل من اختراع هذا الجهاز
الذي يُرسل ويستقبل الصوت عن طريق أسلاك ومقسم رئيسي (سنترال) يربط بين عدد من المشتركين لهم أرقام
تميزهم عن بعضهم البعض، وتمكنهم من الاتصال فيما بينهم من خلال نغمة أو رنين معين
يسمعه المشترك من جهازه فيقوم برفع السماعة والتحدث، أو يقوم هو بالاتصال عن طريق طلب
رقم الشخص الآخر الذي يريد
التحدث إليه.
وهكذا كان الهاتفُ اختراعًا عظيمًا،
وإضافة مهمة للبشرية. ويأخذنا العجب عندما نعرف أن والدة مخترع الهاتف كانت صماء، وكذلك زوجته،
ولعلَّ هذا هو ما دفعه لإجراء البحوث والدراسات في مجال السمع والكلام والأصوات، وإلى
إجراء تجارب عديدة على أجهزة السمع، ومنها الهاتف. ويأخذنا العجب ثانيةً عندما
نعرف أن هذا العالِم الذي اخترع أوَّل جهاز هاتف رفض وجود الهاتف في حجرة مكتبه.
لم يقف التطور عند جهاز المخترع بيل،
بل نفاجأ بعد أقل من مائة سنة بالهاتف المحمول الذي أُجريت أول مكالمة تليفونية منه في 3 نيسان عام
1973. ومع المزيد من التطور لم
يصبح جهاز الهاتف المحمول مجرد جهاز تليفون، أو مجرد وسيلة اتصال صوتي، وإنما وجدنا خصائص جديدة تُضاف إليه، فهو: آلة حاسبة،
وبريد صوتي، وتصوير رقمي، وجهاز تسلية وألعاب إلكترونية، وجهاز لتصفح الإنترنت
والمحادثة وإرسال الرسائل القصيرة، فضلا عن كونه جهازًا لتشغيل الموسيقى والأغاني.
ولا يزال التطور مستمرًا، ونتمنى أن
نكون نحن العرب مشاركين في مثل تلك الاختراعات، ولا نكون فقط مجرد مستهلكين لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق