الجمعة، 9 نوفمبر 2012

• قصص الأطفال: الحمامة الجريحة والنملتان


       يُحكى أن نملتين كانتا تعيشان قربَ أحدِ الحُقولِ، وذات يومٍ، خرجتا كعادتِهما لجمعِ الحُبوبِ من الحقلِ، وفي طريقهما عثرتا على حمامةٍ جريحةٍ غير قادرةٍ على الحركةِ، وتكادُ تموتُ من الجوعِ والعطشِ، فحزنتا من أجلِها حزنًا شديدًا، ورقّ قلباهما الصغيران لها!
          قالت النملةُ «فرفورة» لأختِها النملةِ «جرجورة»:

          ألا ترين يا جرجورةَ كم هذه الحمامة ضعيفة وعاجزة عن الحركةِ، وأكادُ أموتُ ألمًا وحزنًا عليها!
          - الألمُ والحزنُ لا يفيدانها يا جرجورة، يجب أن نصنعَ شيئًا من أجلِها قبل أن يفوتَ الأوانُ!
          وجلست فرفورةُ وجرجورةُ بجانبِ الحمامة الجريحة تفكران لعلهما تهتديان إلى طريقةٍ تنقذان بها الحمامةَ الجريحةَ.
          وبعد لحظاتٍ قالت فرفورةُ لأختِها جرجورةَ:
          - أنا أجمعُ لها حبات القمحِ من الحقلِ، وأنت تنقلينَ لها الماءَ من الجدولِ!
          استحسنت جرجورةُ الفكرةَ إلا أنها قالت تسألُ فرفورةَ:
          - لكنني كما تعلمين لم يسبق لي أن نقلتَ الماءَ في حياتي!! فدليني على طريقةٍ لنقلِهِ إنْ كنتِ تعلمين!
          وقبل أن تُجيبَها فرفورة تكلمت الحمامةُ الجريحةُ وقالت بصوتٍ ضعيفٍ:
          - أنا أدلك يا جرجورة على طريقةٍ جديدةٍ لنقلِ الماءِ!
          ونزعت ريشةً صغيرةً من جناحِها بمنقارِها وأعطتها لجرجورة وقالت:
          - إذا غمستِ هذه الريشةَ في ماءِ الجدولِ يا جرجورة فسيعلق بها الماءُ!
          وأعجبت جرجورةُ بالفكرةِ وصفقت للحمامةِ تعبيرًا عن إعجابها وقالت:
          - إنها فكرةٌ رائعةٌ يا حمامة... لحظاتٍ وأحضرُ لكِ من الماءِ ما يرويكِ!
          وأسرعت فرفورةُ إلى الحقلِ، وجرجورةُ إلى الجدولِ، وشرعتا تنقلان للحمامةِ الجريحةِ الماءَ والطعامَ، وبقيتا تفعلان ذلك وتقومان على رعايةِ الحمامةِ حتى شفي جرحُها، وأصبحَ بمقدورها أن تتحرك وتعتمد على نفسِها.
          وفي صبيحةِ أحد الأيامِ، قالت الحمامةُ لصديقتيْها النملتين الطيبتين:
          - حان الآن وقتُ عودتي إلى بيتي ووطني، فقد أصبحتُ قادرةً على الطيرانِ، سيؤلمني فراقكما جدًا، إلا أنني سأعود لزيارتكما في القريب، فلن أنسى أنكما أنقذتما حياتي، وكنتما لطيفتين معي!!
          وعانقت الحمامةُ صديقتيها النملتين عناقًا حارًا، ثم رقّت بجناحيها وطارت إلى الأفق، بينما بقيت فرفورة وجرجورة تلاحقانها بنظراتِهما الحزينةِ، وهي تبتعدُ، وقد ترقرقت دموعُهُما على خدودهما في حرارةٍ.
          وبعد مرور أيام قليلةٍ، وبينما كانت الحمامةُ تطيرُ في الفضاءِ، شاهدت حريقًا في الحقلِ المجاورِ لمسكنِ صديقتيها النملتين فرفورة وجرجورة، فهبّت مسرعةً لنجدتِهما، ولم تمضْ لحظات حتى حطّت قربهما، ووجدتهما تبكيان وتستغيثان خائفتين من الحريق، ولكنهما عندما رأتا صديقتَهما الحمامة فرحتا وتوقفتا عن البكاءِ!
          وفي الحالِ، طلبت منهما أن تصعدا إلى ظهرها قائلةً:
          - هيا، اصعدا بسرعةٍ لنبتعدَ عن هذا المكانِ.
          وانطلقت بهما إلى بيتِها بعد أن وافقتا على العيشِ معها.
          قالت فرفورةُ تداعبُ جرجورةَ:
          - انظري يا جرجورة إلى الأرضِ، إنها تبدو أجملَ كثيرًا من هنا!!
          وقالت جرجورةُ لفرفورة:
          - إننا يا أختي أولُ رائدتيّ فضاءٍ من النملِ والفضلُ  بهذا يعود لصديقتِنا الحمامةِ!
          وسمعت الحمامةُ حديثهما فقالت:
          - مادام هذا يعجبكما فسأصحبكما دائمًا معي كلما حلّقت في الفضاءِ!
          وعندما وصلت الحمامة بضيفتَيها إلى موطنِها اكتشفت الضيفتان فرفورة وجرجورة أن جميع الحمامِ كان في استقبالِهما! وأقيمت لهما حفلة استقبال رائعة!! لم يشهدا من قبل مثيلاً لها.
          وعاشتا بقية عمرِهما بين الحمامِ في أمنٍ وسلامٍ!


إقرأ أيضًا





هناك تعليق واحد:

  1. اناميمي من الجزائر القصة كتير حلوة عجبتني كتير

    ردحذف