في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن هناك مآذن. كان بلال بن رباح يصعد إلى سطح المسجد ويؤذن، ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، نشأت الحاجة إلى المئذنة.
و«المئذنة» هي برج طويل ملحق بالمسجد، وغرضه إيصال صوت الأذان إلى الناس ودعوتهم للصلاة.
في الماضي كانت كثير من المآذن مزودة بالقناديل، مما يجعلها منارات تهدي المسافرين من مدينة إلى أخرى، لذا يطلق بعض الباحثين عليها اسم «المنارات». كما كانت تستخدم في إعلان بيانات الدولة وفرمانات السلاطين على الناس.
وسميت أيضا «صومعة» لأن العرب كانوا يطلقون على الأبراج اسم صوامع، كما كان بعض سكان المغرب يسمون المئذنة «عساس» بمعنى مكان المراقبة والملاحظة لأن المئذنة استخدمت فى بعض الأحيان للمراقبة نظرًا لارتفاعها وعلوها عن أسطح المنازل، ومع مرور الزمن أصبحت المئذنة قطاعًا قائمًا بذاته من فنون العمارة الإسلامية، وجهت لها عناية كبيرة في التصميم والتنفيذ، وزُخرف بناؤها، وزُين بالنقوش الإسلامية البديعة، وتفاوتت ارتفاعاتها وأعطيت أشكالاً شتى ما بين مدورة، ومضلعة ومربعة، وبداخلها كلها، مهما اختلف أشكالها، سلّم حلزوني يصعد إلى شرفتها حيث يقف المؤذن وينادي للصلوات.
أشكال المنارات
تطورت المآذن أو المنارات مع دخول الإسلام إلى أماكن جديدة وثقافات مختلفة، فأصبحت فى العصرالعباسي مدورة وظهرت أشكال جديدة مثل المئذنة الملوية بسامراء كما أنشئت بعض المآذن من طبقات عديدة كل طبقة تختلف في تصميمها عن الطبقات الأخرى وأشهر أمثلتها مئذنة مسجد ابن طولون في القاهرة التي تتألف من ثلاث طبقات الأولى مربعة والثانية أسطوانية والثالثة ذات ثمانية أضلاع.
وفى العصر الفاطمي: أصبحت المآذن عالية ورفيعة وتنتهي بقبة بصليّة الشكل كما فى مئذنة جامع الأزهر بالقاهرة.
وفى العصر المملوكي: صارت المآذن عالية ليس لها قاعدة مميزة لكنها تجلس على شرفات مثل جامع السلطان حسن.
وتميز العصر المغولي: بالمآذن شاهقة الارتفاع ، ولها قطر ضخم يقل تدريجيا، وفي مراحل متقدمة ظهر «تاج محل» بمآذنه البيضاء العالية.
وفى العصر العثماني: صارت المآذن رشيقة، عالية، ولها نهاية قلمية.
بينما ظل المرابطون والموحدون فى شمال إفريقيا على طرازهم من مئذنة واحدة برجية الشكل كما فى مسجد الحسن الثانى بالدار البيضاء.
مآذن وأرقام
- المسجد الأكثر مآذن في العالم هو المسجد النبوي الشريف وتصل عددها إلى عشر، ثم المسجد الحرام الذي يملك تسعاً، يليه المسجد الأزرق في اسطنبول بست مآذن.
- أطول مئذنة هي مئذنة مسجد الحسن الثاني بالمغرب 210م، يليها مئذنة جامع الفتح بالقاهرة 130م، ثم مآذن التوسعة الثانية بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة 105م، يليها مآذن المسجد الحرام بمكة المكرمة 92م
مئذنة معاوية بن أبي سفيان
يجمع المؤرخون على أن أول من بنى مئذنة في الإسلام هو معاوية بن أبي سفيان، وكانت على شكل برج مربع، وهى ما يطلق عليها اليوم اسم مئذنة «عيسى» في الجامع الأموي بدمشق، وقد شيدت بالحجارة المنحوتة على الجدار الجنوبي من الجامع، ولايزال قسمها المربع باقيًا منذ ذلك العصر، على الرغم من احتراق الجامع أكثر من مرة.
ويبلغ ارتفاعها 48 متراً منها 5.37 متر على شكل برج مربع يعلوه جزء مثمن الشكل قطره 280 سنتيمترًا، وتنتهي المئذنة برأس مخروطي بارتفاع 650 سنتيمترًا وقد ثبت في أعلاه قضيب من المعدن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق