كان يا ما كان فى بلدة صغيرة أحد المزارعين،
يملك حماراً. كان الحمار يعاني من حزن عميق أوصله لليأس من حياته بسبب
قسوة صاحبه عليه، وكان للحمار بقرة صديقة يملكها المزارع وكانت تعامله بحنان زائد،
وتعطيه يوميًا ربع نصيبها من وجبتها لتعوضه عن فقدان طاقته في الأعمال الشاقة التي
يكلفه بها صاحبه، ومع ذلك كان الحمار دائم الشكوى، وكانت البقرة مستمعة جيدة له، تنصت
إليه وتشعر بقلبها يتقطع وجعًا على قسوة صاحبه في فرض العمل عليه في ساعات وأيام
مرضه، وتشعر بالعجز عن مساعدته للخروج من مأساته.

بعد أيام، وعندما تقابل الحمار والبقرة في الحقل، قرر الحمار
الهرب وتغيير وظيفته، فلما استفسرت منه البقرة عن نوع العمل أو الوظيفة التي فكر بها،
أخبرها أنه يريد أن يصبح مطربًا، لأنها مهنة يظن أنها بعيدة عن الاضطهاد! فكرت
البقرة للحظة ثم أخبرته أنها تعرف قرداً يعمل في هذا المجال كملحن وسبق له اكتشاف
العديد من الأصوات التي حققت النجاح، ووعدت صديقها الحمار أنها ستبذل ما في
وسعها للاتصال بالقرد المسمى (شملول).
بعد أيام توصلت البقرة للقاء مع القرد (شملول)
الذي رحب بتقديم المساعدة، واقترح تكوين فرقة تصحب الحمار
(كورال) أثناء الغناء تتكون من العنزة (سرسعة) والكلب (هوهوة)
والغراب (زعيق بن كآبة). وفي اليوم التالي تم تهريب الحمار بمعرفة القرد (شملول). وانضم إلى أسماء الكورال
المؤلف من الأرنب (أبو سريع السريع) لكتابة الأغاني. واستقر رأي الجميع أن يكون اسم
الفرقة: (حقنا) على أن تهتم في ما تقدمه بالدفاع عن حقوق الحيوانات المظلومة التي
تعاني من قسوة ومعاملة سيئة من أصحابها. وكانت أول أغنية قام بتأليفها الأرنب
(أبو سريع) تقول كلماتها:
(كورال): يا معشر البشر الوقت قد حان أن نقول: نحن فى
خطر فأنقذونا.
(الحمار): ساعدونا.. وارحمونا وأعطونا، حقوقنا.. لا تقتلونا فنحن
نفيدكم دوماً فارفعوا الظلم عنا ساعدونا لاتقهرونا..
بدأت
البروفات على الأغنية بعد أن وضع القرد (شملول) موسيقاها.. وأغنية أخرى تدافع عن حقوق الإنسان أيضاً. وأثناء ذلك
اقترحت عليهم الزرافة تغيير شكل وألوان الحمار بالصبغات التي يستخرجها الغراب
(زعيق بن كآبة) من الصخور ولحاء الأشجار، فاستحسن الجميع الاقتراح، وتم عمل
(نيو لوك) شكل جديد للحمار الذي سيحترف الغناء، وأعلنت الفرقة عن مولدها، وبعد أيام
قليلة كانت تقدم أغنياتها التي لاقت نجاحاً كبيراً بين الحيوانات، وهذا ما ألقى
الضوء على مشكلات الحيوان ومعاناته من قبل البشر، فاهتم أحد نشطاء حركة حقوق الإنسان
وتبنى قضية حقوق الحيوانات والطيور والدفاع عنها. وأصبح الحمار مطربًا مشهورًا
ومحبوبًا رغم صوته الذي لا يحبه البشر، وتسابقت الحيوانات والطيور لحضور حفلاته لأنهم
اعتبروه مدافعًا عن حقوقهم والرفق بهم هو وفرقته، وكانوا السبب في أن بعض الدول
بدأت تهتم، فسنت القوانين التي تحرم الإساءة للحيوانات والطيور.
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق